حذّرت موسكو مما سمّته «تحضيرات جارية في ريف دمشق لتنفيذ مسرحيات جديدة تحاكي استخدام الكيماوي». وشدد وزير الخارجية سيرغي لافروف على ضرورة توجّه لجنة تحقيق إلى خان شيخون في ريف إدلب لفحص فرضية استخدام السلاح الكيماوي هناك، فيما تعهدت وزارة الدفاع الروسية بضمان وقف النار لتسهيل دخول مفتشين دوليين إلى المنطقة.
وقال مدير قسم عدم الانتشار والرقابة على التسلح في الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف إن «من المحتمل أن تقع مسرحيات كيماوية جديدة في ريف دمشق خلال الأيام القليلة المقبلة»، من دون أن يوضح طبيعة المعطيات المتوافرة لدى وزارته في هذا الشأن.
في الوقت ذاته، لم يستبعد الديبلوماسي الروسي أن تكون حادثة خان شيخون «ناجمة عن استخدام سلاح كيماوي فعلاً»، لكنه تساءل: «من وكيف نُقل هذا السلاح إلى البلدة؟»، معتبراً انه «لا توجد أي أدلة تثبت أن السلطات السورية خبأت ولو كيلوغراماً واحداً من المواد السامة بعد عملية إتلاف ترسانتها الكيماوية» قبل سنوات.
تزامن ذلك مع تصعيد موسكو لهجتها حيال ضرورة إجراء تحقيق موسع في الملف الكيماوي لنظام الأسد.
وأعرب لافروف عن «استغراب روسيا» لقرار منظمة حظر الأسلحة الكيماوية «عدم تشكيل بعثة للتحقيق في حادثة خان شيخون حيث وقع الهجوم الكيماوي المزعوم».
وقال الوزير الروسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن عدم تضمين مسودة القرار تفاصيل بضرورة توجّه البعثة إلى مسرح الحادث الكيماوي «امر مستغرب»، مؤكداً أن موسكو ستواصل العمل من أجل إرسال المنظمة الدولية خبراء إلى خان شيخون وإلى مطار الشعيرات (حمص)، مع «مراعاة صارمة لتفويضها الذي يتطلب ضمان تمثيل جغرافي واسع للخبراء الذين سينضمون للبعثة».
وقال إن الجانب الأميركي «طلب من موسكو بعد وقوع أحداث خان شيخون مباشرة المساعدة في إرسال خبراء إلى قاعدة الشعيرات الجوية، للتحقق من الشبهات بوجود قنابل تحتوي على مواد كيماوية في تلك القاعدة.
لكن، عندما طرحت موسكو في لاهاي مبادرتها حول إرسال خبراء إلى سورية، لم توافق أمانة المنظمة والدول الغربية على فكرة تفتيش القاعدة الجوية».
وتابع أنه لفت انتباه نظيره الأميركي، ريكس تيلرسون، إلى هذه «الازدواجية» وطلب تزويد روسيا بمعلومات حول التحقيق من أجل ضمان الشفافية.
وأضاف أن واشنطن أبلغت الروس انه تم الحصول على عيّنات لفحصها «من دون أن توضح: من أخذها؟ وفي أي مختبر يجري تحليلها؟ وهل تم ضمان عدم التلاعب بتلك العيّنات خلال نقلها من المكان الذي أُخذت منها إلى المختبر».
في الاثناء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن جيش الأسد مستعد لوقف عمليات قواته في خان شيخون للسماح بوصول خبراء إلى هناك.
وأفاد بيان أصدرته الوزارة أن «قيادة جيش الأسد أعربت بطلب من وزارة الدفاع الروسية عن استعدادها لوقف القتال في خان شيخون في حال إرسال بعثة خاصة من الخبراء للتحقيق».
وأكد البيان أن «جانب نظام الأسد مستعد للإعلان عن حظر كامل لعمليات قواته والطيران والمدفعية في منطقة خان شيخون لتأمين عمل بعثة الخبراء في تلك المنطقة».
كما شدد على استعداد دمشق لتأمين عمل البعثة الخاصة في قاعدة الشعيرات أيضاً.
سياسياً، أكد لافروف خلال محادثاته مع فيديريكا موغريني، أمس، أن روسيا تواصل جهودها لتسوية الأزمة في سورية وتفعيل منصة آستانا ودعم المحادثات السورية في جنيف وفق القرار الأممي 2254.
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى «التركيز على التصدي للتحديات الواقعية في مجال الأمن بدل محاربة أخطار وهمية». وأقر لافروف بأن «العلاقات بين الاتحاد الروسي والغرب تمر بمرحلة صعبة لكن ما زلنا مصممين على التعاون الكامل مع الاتحاد الأوروبي بصفته شريكنا الأكبر في المجال التجاري الاقتصادي».
وأعلنت موغيريني أنه على رغم الخلافات مع موسكو حول أوكرانيا والقرم فإن الاتحاد الأوروبي وروسيا متفقان على العمل معاً في مكافحة الإرهاب وكذلك في شأن سورية وليبيا، مؤكدة أن الطرفين «يواجهان تحديات مشتركة وهناك مواضيع كثيرة للتعاون بيننا».
وطن اف ام / وكالات