مباحثات حول مناطق عازلة بين سوريا وإسرائيل
مع تواتر الحديث في الآونة الأخيرة عن جهود دولية لإقامة مناطق عازلة في سوريا، أبدت إسرائيل تحفظا على مشاركة تركيا وإيران في تحديد طبيعة المناطق العازلة، كما أعلنت تحفظها على الاقتراح الروسي بأن تكون القوات الروسية مسؤولة عن مراقبة المنطقة العازلة على الحدود السورية الإسرائيلية.
وذكرت صحيفة هآرتس إن مباحثات على مستوى عال جرت بين مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين خلال الأسابيع الماضية حول المناطق العازلة،حيث أجرى بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي على داعش، ومايكل راتني المبعوث الخاص لسوريا قبل أسبوعين مباحثات مع مسؤولين كبار في وزارة الدفاع والخارجية والجيش الإسرائيلي حول إمكانية إقامة مناطق عازلة أو مناطق وقف التصعيد على الحدود بين سوريا واسرائيل.
وفي الأسبوع الماضي بحث وزير الدفاع الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، ونظيره الأمريكي، جيمس ماتياس قضية المناطق العازلة خلال لقائهما في مدينة ميونيخ.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى أن إسرائيل أوضحت للولايات المتحدة خلال تلك اللقاءات مطالبها المبدئية المتعلقة بالمناطق العازلة:
أولا، أن تكون جميع المباحثات حول المناطق العازلة على الحدود بين سوريا وإسرائيل وسوريا والأردن، بمعزل عن مفاوضات الأستانة التي تشارك فيها إيران وتركيا. وأوضحت أنها تعارض أي مشاركة تركية إيرانية في تحديد طبيعة المنطقة العازلة في جنوب سوريا.
ووفقا للصحيفة،فإن الإدارة الأمريكية أيدت هذا المطلب الإسرائيلي،وأقامت بالفعل قناة اتصال مع الروس والأردنيين حول المناطق العازلة في الجنوب.
ثانيا، أن تستخدم المناطق العازلة لإبعاد إيران وحزب الله والميليشيات الشيعية عن الحدود مع إسرائيل والأردن.
ثالثا، إن إسرائيل لا تريد الزج بنفسها في الحرب الأهلية السورية،ولذلك فهي لا ترغب في لعب أي دور في المنطقة العازلة التي تقام على حدودها.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير أن تل أبيب أبدت تحفظا كبيرا على الاقتراح الروسي بأن تكون القوات الروسية مسؤولة عن حفظ السلام ومراقبة المناطق العازلة، وقد نقلت هذا التحفظ للأمريكيين.
وقالت الصحيفة أن إسرائيل تفضل أن تكون قوات أمريكية مسؤولة عن فرض وقف إطلاق النار في المنطقة العازلة في جنوب سوريا، وإن البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية يبحثان هذا الاحتمال، ولكن لم يصدر قرار بعد في هذا الصدد.
كان وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون،أعلن أول أمس أن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع روسيا من أجل اعتماد «آليات مشتركة» في سوريا، مثل مناطق حظر جوي، وذلك قبيل القمة الأمريكية الروسية المقررة اليوم الجمعة، على هامش قمة العشرين (ج-20) في هامبورج الألمانية.
وقال تيلرسون في بيان إن «الولايات المتحدة مستعدة لدراسة إمكانية العمل مع روسيا على وضع آليات مشتركة، تضمن الاستقرار بما في ذلك مناطق حظر جوي، ومراقبين ميدانيين لوقف إطلاق النار، وتنسيق إيصال المساعدات الإنسانية».