سياسة

روسيا تعتبر تقرير وكالة ” رويترز ” عن خسائرها في سوريا كذبة !

أزعج تقرير نشرته وكالة رويترز، أمس الأربعاء، السلطات في روسيا التي سارعت إلى نفيه واصفة إياه بالكذبة، وذلك بعدما كشف عن ارتفاع خسائر موسكو في الحملة العسكرية التي تشنها في سوريا منذ نهاية سبتمبر/ أيلول 2015.

وقالت وكالات أنباء روسية إن “وزارة الدفاع في روسيا نفت تقريراً لرويترز عن ارتفاع الخسائر في الحملة العسكرية الروسية بسوريا ووصفته بأنه كذبة من الألف إلى الياء”.

ونقلت الوكالات عن إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية قوله: “ليست هذه المرة الأولى التي تحاول رويترز من خلالها، وبأي وسيلة، تشويه العملية الروسية التي تهدف إلى تدمير إرهابيي تنظيم الدولة وإعادة السلام إلى سوريا”، حسب زعمه.

ويستند التقرير الحصري الذي نشرته رويترز، أمس الأربعاء،إلى روايات عائلات وأصدقاء القتلى ومسؤولين محليين، ويشير إلى أن العدد الفعلي لقتلى الجنود الروس والمتعاقدين هو 40 على الأقل هذا العام أي ما يزيد عن الأرقام الرسمية.

ويفوق هذا الرقم للقتلى في سبعة أشهر تقدير الوكالة لعدد القتلى الروس من رجال القوات المسلحة والمتعاقدين في سوريا على مدار الأشهر الخمسة عشر السابقة وهو 36 قتيلاً، فيما يشير إلى زيادة كبيرة في معدل الخسائر البشرية في ميدان القتال مع تزايد الدور الروسي.

وأغلب الوفيات أكدها أكثر من شخص واحد بما في ذلك أشخاص كانوا يعرفون القتيل أو مسؤولون محليون. وفي تسع حالات تأكدت الوكالة من صحة تقارير عن قتلى في وسائل الإعلام المحلية أو وسائل التواصل الاجتماعي وذلك بالرجوع إلى مصدر آخر.

وربما تكون هذه البيانات متحفظة بعض الشيء إذ إن القادة العسكريين يحثون أسر القتلى على التزام الصمت على حد قول أقارب وأصدقاء لعدد من المقاتلين القتلى سواء من رجال الجيش الروسي أو من أصحاب التعاقدات الخاصة.

والعدد الحقيقي للخسائر البشرية في سوريا موضوع حساس في روسيا التي تقدم وسائل الإعلام فيها تغطية إيجابية لتطورات التدخل الروسي بسوريا وذلك قبل الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل التي يتوقع أن يفوز فيها الرئيس “فلاديمير بوتين”.

ويعد حجم الخسائر البشرية العسكرية في أوقات السلم سراً من أسرار الدولة منذ وقع “بوتين” مرسوماً قبل ثلاثة أشهر من بدء روسيا عملياتها في سوريا. ورغم أن روسيا تكشف عن بعض القتلى فهي لا تذكر الرقم الإجمالي للخسائر البشرية.

وربما يسهم في تفسير بعض التناقضات في المعلومات أن روسيا لا تعترف صراحة بأن متعاقدين يخوضون القتال إلى جانب الجيش إذ إن وجودهم في سوريا يمثل فيما يبدو مخالفة لحظر قانوني على مشاركة المدنيين في أعمال قتالية في الخارج كمرتزقة.

وكانت الحكومة الروسية قد نفت في السابق أنها لا تعلن أرقام الخسائر بالكامل في سوريا، وتمر شهور على مقتل جنود قبل أن تعلن روسيا دون ضجة عن حدوث بعض الخسائر بما في ذلك سقوط متعاقدين عسكريين.

ومن بين القتلى الأربعين حصلت وكالة “رويترز” على أدلة أن 21 منهم من المتعاقدين و17 من جنود الجيش. ولم يتضح وضع القتيلين الآخرين.

وتشن روسيا منذ نحو عامين عملية عسكرية كبيرة في سوريا دعماً لنظام بشار الأسد، ورغم ادعائها في أن تدخلها جاء لمقاتلة “تنظيم الدولة”، إلا أن تقديرات دولية وأخرى لمنظمات حقوقية أكدت أن نحو 90 % من الغارات التي يشنها الطيران الروسي تستهدف قوات الثوار- التي تقاتل تنظيم الدولة – ومناطق سكنية، ما أودى بحياة الآلاف من المدنيين.

وطن اف ام / وكالات 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى