سياسة

باحث بريطاني : الميليشيات الكردية تؤسس لحكم استبدادي مستند لحكم الأسد

قال الباحث السياسي البريطاني، كيلي أورتون، إن تنظيم “ب ي د/ بي كا كا” الإرهابي أسس دويلة استبدادية مستندة لنظام الأسد، في سوريا، بدعم من التحالف الدولي لمحاربة داعش، بقيادة الولايات المتحدة.

جاء ذلك في تقرير له بعنوان ” المحاربون الأجانب المنسيون: بي كا كا في سوريا”، صدر عن جمعية هنري جاكسون للابحاث الامنية والسياسات الخارجية، ومقرها لندن.

واشار أورتون إلى أن ب ي د (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية) يحمل نفس إيدولوجيا “بي كا كا”، ويتلقى الأوامر من قياداتها.

ولفت التقرير إلى ظهور منظمة “بي كا كا” في تركيا خلال ثمانينات القرن الماضي، وإيجاد موطئ قدم لها ضمن سوريا في عهد رئيسها الراحل حافظ الأسد، الذي قدم مختلف أنواع الدعم لهذه المنظمة الإرهابية.

وأشار التقرير إلى أن عناصر المنظمة كانوا يتلقون تدريبات في معسكرات إرهابية بوادي البقاع اللبناني، باشراف نظام الأسد والاتحاد السوفييتي، بالتعاون مع وكلاء فلسطينيين.

وأوضح أورتون في تقريره أن “بي كا كا” باشرت عملياتها الإرهابية في تركيا، عام 1984، على خلفية مطالب انفصالية، وتعاون مع إيران ما بعد الثورة، والعراق إبان حكم صدام حسين.

ولفت أورتون إلى إدراج الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي الناتو، ودول أوروبية عديدة، منظمة بي كا كا، على قوائمها للإرهاب.

وبيّن أورتون أن “بي كا كا” تقوم بجمع أموال في أوروبا عبر شبكات جريمة منظمة، حيث تفرض أتاوات على الأكراد المقيمين في القارة العجوز، وتتاجر بالمخدرات والأسلحة والبشر، وتقوم بغسيل أموال، وغيرها من الأمور لتمويل أنشطته.

وتطرق التقرير إلى قيام “بي كا كا” باعادة هيكلة نفسها عام 2002، وتشكيل أذرع لها في دول المنطقة.

وذكر في هذا الإطار تشكيل “ب ي د” وجناحه العسكري “ي ب ك”، في سوريا، و”ب ج د ك” في العراق، و”بيجاك” في إيران، وكلها تعد جزءا مما يعرف بـ “كا جا كا” المظلة الجامعة لـ “بي كا كا” وامتدادتها.

ولفت إلى أن تلك التنظيمات لا تعد مجرد منظمات مرتبطة بـ “بي كا كا” أو متفرعة عنها، بل كلها جزء من منظومة واحدة، تتقاسم الإيدولوجية نفسها، وتتلقى الأوامر من عبد الله أوجلان (زعيم بي كا كا المسجون مدى الحياة في تركيا ) ومساعديه المتمركزين في معقل المنظمة بجبال قنديل المحاذية للحدود العراقية – الإيرانية والتي تبعد أقصى شمالها عن تركيا بنحو 90 كم.

وأوضح أورتون أن “ب ي د / بي كا كا” واصل علاقاته المستندة إلى التفاهم مع نظام الأسد، عقب اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا، عام 2011.

وبين أن “ب ي د” قمع بوحشية نشطاء أكراد، و كافة التشكيلات السياسية الكردية الأخرى، بما فيها التي على علاقة مع أربيل، وشكل نظاما استبداديا يستند إلى “دولة الأسد” إلى حد كبير.

وأفاد الباحث أن ب ي د/ بي كا كا بدأ بتلقي دعم من الولايات المتحدة الأمريكية، لاستعادة مدينة عين العرب (كوباني) ذات الغالبية الكردية بريف حلب، عام 2014.

وأشار التقرير إلى انضمام مقاتلين عديدين لصفوف “ي ب ك” من خارج المناطق الكردية.

وكشف مقتل 29 من أصل مئات المقاتلين الأجانب في صفوف ي ب ك، بينهم 10 أمريكيين، و4 من كل من بريطانيا وألمانيا، و3 استراليين وكنديين، والبقية يحملون جنسيات إيران، والبرتغال وروسيا وسلوفينيا، والسويد.

ولفت إلى أن التحالف الدولي، استمر في دعم “ي ب ك” الجناح العسكري لـ “ب ي د”، بالاسناد الجوي، والأسلحة، والمال، والمعلومات الاستخباراتية، لطرد داعش الإرهابي حتى من المناطق التي يقطنها العرب، بشكل يسهم في تمدد دويلة “ب ي د” بسرعة.

وأوضح أن الإرهابيين الأجانب في صفوف ي ب ك، هم في الغالب من الشباب والعسكريين والطلاب، وليسوا أكرادا، ولا ينتمون لمنظمة بي كا كا.

وقال الباحث إن بين المقاتلين الأجانب من لا يعرف سوى الوجه الإعلامي لـ “ي ب ك”، الذي يجري الترويج له في الغرب.

وشدد على وجود مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق الحكومات الغربية للحيلولة دون التحاق مواطنيها بـالتنظيم، وإعادة دمج العائدين منهم في المجتمع.

ولفت أورتون إلى أن الحكومات التي تسمح لرعاياها بالانضمام في صفوف “ب ي د / بي كا كا”، متورطة في مخاطر من قبيل المساهمة في العمليات والجرائم الإرهابية لـ “بي كا كا”، والسماح بتلقي عناصر الجماعات الإرهابية اليسارية في أوروبا، تدريبا على الإرهاب في المدن، على يد كوادر “بي كا كا”.

وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى