يريد إعادة الماء لمجاريها .. نصر الله يضغط على حكومة لبنان لإعادة العلاقات مع الأسد
تساءلت جهات سياسية لبنانية، عن السبب الذي جعل حسن نصر الله، أمين عام ميليشيا “حزب الله”، يجدد طرحه مطلب التواصل الرسمي للحكومة اللبنانية مع نظام الأسد، رغم معرفته المسبقة بالخلاف الداخلي على هذا الأمر بين الفرقاء اللبنانيين.
ونقلت صحيفة الحياة اللبنانية عن مصدر سياسي بارز لم تذكر اسمه، قوله، إن الطريقة التي طرح فيها نصر الله مطلبه كانت استفزازية، دالا على أنه لا يريد للامر أن يحصل، بل له مآرب أخرى.
ويعتبر المصدر أن إصرار نصر الله على طلبه من الحكومة اللبنانية، التنسيق العلني مع الأسد، يهدف إلى إجبار الجانب اللبناني الرسمي على تفويض ميليشيا الحزب مع الأسد، في عملية أخرى تجرى غير معلن عنها.
وتقدر صحيفة الحياة نقلا عن مصادر، بأن الأسد يسعى إلى الإفادة من رغبة زعماء تنظيم الدولة، في القلمون الغربي، حيث انحصر التنظيم بين فكي كماشة النظام بمساندة ميليشيا حزب الله، والجيش اللبناني، في إشارة لمساع النظام والحزب لمساومة الجيش الحر على السماح لعناصر داعش المحتجزين بالانتقال إلى مكان ما داخل الأراضي السورية في ديرالزور أو غيرها، وإخلاء سبيل مقاتلين للتنظيم استسلموا للحزب خلال قتال الأيام الماضية في القلمون، مقابل الإفراج عن جنود لنظام الأسد لدى التنظيم.
فيما تشير معلومات أخرى إلى أن ميليشيا حزب الله تهتم بالتفاوض بهدف الإفراج عن مقاتل له احتجز لدى التنظيم وكذلك جثث بعض عناصر، إضافة إلى إطلاق سراح مسؤول عسكري إيراني يعتقد أنه أسير لدى تنظيم الدولة.
ويضيف المصدر، أن أمين عام ميليشيا الحزب، نصر الله، كان يمكن له أن “يستمزج” رأي السلطة اللبنانية أو قيادة الجيش، في الأمر بعيداً من الأضواء، خاصة من الزاوية التي برر فيها تكراره طلب التواصل مع نظام الأسد، وهي معرفة مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى داعش.
ويؤكد المصدر أن نصر الله كان سيحصل على الجواب نفسه المعروف، بأن لا تفاوض قبل معرفة مصير العسكريين المخطوفين، دون أن يحرج الجيش اللبناني أو حكومة بلاده.
ويتسائل المصدر، عن سبب جر لبنان عبر هذه العملية، إلى تفويض نظام الأسد بالتفواض، في الوقت الذي تم تفويض ميليشيا حزب الله بذلك، ويعبر عن ذلك بالقول” ما حاجته إلى هذا التفويض طالما لديه موافقة نظام الأسد؟ ولماذا إقحام الجانب اللبناني في مفاوضات تتجاوز هدف العسكريين اللبنانيين المخطوفين، في ظل تكهنات بأن النظام لا يرى ضرراً في نقل مسلحي تنظيم الدولة إلى دير الزور لأنه يأمل بأن يؤدي ذلك إلى اقتتال بينهم وبين الجيش الحر”.
ويشير المصدر السياسي ذاته، إلى أن الميليشيا بدأت بحجة البحث في إعادة النازحين السوريين، ثم أتى بحجة زيارة الوزراء دمشق للبحث في تصدير منتجات لبنانية، لكن لم يفلح في انتزاع خطوة التواصل بين الحكومتين، ثم الآن بحجة موضوع وطني وسيادي وإنساني وهو كشف مصير العسكريين المخطوفين، وإحراج الجيش اللبناني.
وحسب المصدر، فإن ميليشيا حزب الله منزعجة لسببين، الأول زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى رأس بعلبك وعرسال، التي تكرس دور الدولة في تحرير الجرود من التنظيم، تمهيداً لإمساك الحدود الشرقية كما قال في تصريحاته، مشدداً على دور الدولة وحدها في المهمات الأمنية، وهي زيارة أتت بعد الالتفاف الكبير حول دور الجيش، مقارنة باقتصار التأييد للعملية التي خاضها الحزب في جرود عرسال على فئات معينة.
والسبب الآخر، هو أن عملية الجيش اللبناني تصدرت وسائل الإعلام، لأنه أثبت في معركة “فجر الجرود” قدرة قتالية وكفاءة عاليتين، واحترافاً أثار الإعجاب الخارجي، بأسلحة جديدة خصوصاً المدفعية والطيران التي استخدمت بدقة عالية، ما دفع بعض القوى إلى اعتبار فاعليته إسقاطاً لتبريرات إبقاء سلاح المقاومة خارج سيطرة الدولة.
إضافة إلى ذلك، فإن معركة ميليشيا الحزب في جرود عرسال انتهت بالتفاوض مع المسلحين، والذي كان بدأ قبل العمليات العسكرية.
ويلفت المصدر إلى أن انزعاج الحزب المفترض ظهر في اتهامه السفارة الأمريكية في بيروت بالضغط على وسائل إعلام، لعدم ذكر دور ميليشيا الحزب من الجانب السوري وفي مواقف المعلقين الموالين له على الشاشات التي قللت من شأن التسليح الأمريكي للجيش لتمكينه من خوض المعركة.
وطن اف ام