دراسة لمتحف الهولوكوست الأمريكي تكشف قصور إدارة أوباما بالتعامل مع القضية السورية
نشرت مجموعة “نيو ار تي” الإعلامية، ملخص دراسة، أعدها متحف الهولوكوست الأمريكي، حول تأثير السياسة الامريكية، في منع الفظائع المرتكبة في سوريا، ليتراجع المتحف عن نشرها.
وجاء في ملخص دراسة متحف الهولوكوست الذي تسبب بجدل من خلال إجراء هذه الدراسة، أن هناك القليل كان من الممكن أن تفعله الولايات المتحدة لتحسين الأمور، وأن التدخل الزائد كان من الممكن أن يتسبب بجعل الظروف أسوأ على الأرض،
وقوبلت الدراسة بالغضب من قبل جهات اتهمت المتحف باعتناق سياسة عدم التدخل الخارجي، وتبرير ضعف سياسة أوباما، وتقصيرها في منع المأساة السورية، ليقرر المتحف عدم نشر الدراسة المفترض الإعلان عنها يوم غد، خلال فعالية يرعاها معهد السلام في واشنطن.
وقالت الدراسة التي تشمل ستة تقارير منفصلة، إن النقاش السياسي شكلته أربعة عوامل رئيسية، أبرزها التقليل من قوة نظام الأسد، حيث إنه بسبب سوء التقدير كان التركيز داخل الحكومة الأمريكية بدرجة أقل حول ما ستحتاج إليه الإطاحة بالأسد، وكان التركيز بدلاً عن ذلك على كيفية إدارة اليوم التالي لسقوطه لمنع انتقال الفوضى.
اما السبب الثاني، كان التقليل من مدى التزام حلفاء الأسد، حيث لم يتوقع المحللون وصانعو السياسات عمق الدعم من روسيا وإيران وحزب الله لضمان نجاة النظام، غير أن الحلفاء أثبتوا استعدادهم لفعل كل شيء نيابة عن الأسد.
كذلك، كان السبب الثالث الذي ذكرته الدراسة، أن سوء الحكم على إمكانية احتواء الحرب مع استمرار نظام الأسد، حيث كان بعض صناع القرار في الولايات المتحدة يبالغون في قدرتهم على احتواء الحرب السورية.
وكان السبب الأخير، حسابات التدخل في ليبيا حيث أثرت الاستجابة التي قادتها الولايات المتحدة مع الناتو في ليبيا في حسابات العديد من أصحاب المصلحة الرئيسيين في الشأن السوري وهم الأسد، روسيا، المعارضة، وإدارة أوباما.
واعتبرت الدراسة، أن بيان أوباما في آب 2011، الذي يحض على ضرورة رحيل الأسد، كان من أبرز خمس منعطفات في الحرب السورية والسياسة الأمريكية، وتقول الدراسة إن هذا البيان كان الخطأ الرئيسي لأوباما، ولو أنه خرج ببيان أكثر دقة وضع من خلاله تنسيق شامل بين الوكالات ويرافقه تصور جيد، كان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى تقليل الفظائع في سوريا.
وعن المنعطف الثاني، أشارت الدراسة إلى خطة كلينتون – بترايوس لتسليح المعارضة ، حيث كان قرار صيف ٢٠١٢ عدم اعتماد الخطة المذكورة لفحص وتسليح المعارضين المعتدلين هو من بين القرارات الأكثر إثارة للخلاف لإدارة أوباما، في حين كان المنعطف الثالث، مصطلح الخط الأحمر واستخدام الأسلحة الكيميائية، فقرار أوباما في سبتمبر ٢٠١٣ بعدم القيام بتعزيز خطه الأحمر ضد استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية كانت بمثابة القرار الأكثر إثارة للجدل بشأن سوريا، ويمكن القول في رئاسته الكاملة.
وفي المرتبة الثالثة، بينت الدراسة أن إعطاء الأولوية لتنظيم داعش على نظام الأسد: في أواخر صيف عام 2014، كان من المنعطفات الحرجة في الشأن السوري، وآخرها منطقة حظر الطيران فوق كل سوريا أو جزء منها، معتبرة أنه كان ينبغي ان يعطى اعتبار أكبر لكن قد تم تجاهله كلياً من أدارة أوباما.
وأكدت الدراسة أنه لم يكن من الممكن ان يؤدي أي تغيير في خيارات السياسة الأمريكية إلى تحقيق نتيجة أفضل من حيث تقليل مستوى الفظائع في سوريا، وأن التركيز على الأسد بدلا من الصراع كانت سياسة وضعها المسؤولون الأمريكيون في الضغط على الأسد لإنهاء الصراع غير أنها كانت خاطئة، مضيفة أن خفض سقف التوقعات حول مصير النظام كان سيسمح بمزيد من الخيارات السياسية والدبلوماسية المبكرة، التي كان من الممكن أن تقلل الفظائع من خلال مسارات بديلة نحو إنهاء النزاع.
كذلك، أشارت إلى أن ما سوف يخسره نظام الأسد كان أكبر بكثير من خسارة سياسة الولايات المتحدة، لأن نظام الأسد، الذي ينحدر من أقلية طائفية، لم يكن فقط يراهن على السلطة ولكن على الوجودية، وهذا التباين دفع النظام لاستخدام كل الوسائل للانتصار بما في ذلك ارتكاب الفظائع وجرائم الحرب الأخرى.
وختم المتحف الأمريكي للهولوكوست، دراسته بالقول إن الحرب في سوريا كشفت أوجه القصور في السياسة الخارجية للولايات المتحدة والمجالات التي يتوجب تحسينها مثل ابتكار السياسات، وتحليلها، واتخاذ القرارات الاستراتيجية.
وطن اف ام