موقع ألماني : لماذا تفشل المفاوضات بشأن القضية السورية دائماً ؟!
نشر موقع “دويتشه فيله” الألماني تقريرا، تطرق من خلاله إلى الجولة الجديدة من محادثات أستانا.
ومن المنتظر أن تفشل هذه الجولة الجديدة من المحادثات؛ نظرا لتضارب مصالح مختلف الأطراف المشاركة فيها، فضلا عن غياب بعض الأطراف الفاعلة في القضية السورية.
وقال الموقع في تقريره، إن الجولة الجديدة من المفاوضات، التي انطلقت يوم الاثنين الماضي بمدينة أستانة، جاءت بمبادرة من قبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يسعى إلى قيادة المحادثات بين نظام الأسد ووفد قوى الثورة.
وفي هذا الصدد، أفاد بوتين بأن “المفاوضات بشأن القضية السورية جارية، لكن وتيرتها بطيئة نوعا ما؛ نظرا لانعدام الثقة بين مختلف الأطراف. وأتمنى أن نتجاوز هذه الوضعية”.
وأكد الموقع أن هذه القمة تجمع بين ممثلين من روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن الأمم المتحدة والأردن، وتستمر لمدة يومين؛ بهدف وضع حد للمعارك الدائرة بسوريا. والجدير بالذكر أن مناطق خفض التصعيد التي تم إحداثها في شهر أيار/ مايو الماضي في أجزاء من محافظتي حمص وحماه وضواحي دمشق، فضلا عن جنوب محافظة درعا، تهدف إلى إعادة الثقة بين مختلف الأطراف.
وأشار الموقع إلى أن هذه المناطق لم تكن ذات جدوى؛ نظرا لغياب السلطة التي تسهر على تطبيق الاتفاقيات بصفة فعلية، ما أدى إلى حدوث صراعات وأعمال عنف. في الأثناء، لم يبد نظام الأسد أو المعارضة المعتدلة أي رغبة في التخلي عن مناطقهم. في المقابل، لم تكن الجماعات المتطرفة طرفا في الاتفاق المبرم بخصوص مناطق خفض التصعيد.
وأوضح الموقع أن الجماعات المتطرفة تكبدت العديد من الهزائم العسكرية. ومؤخرا، حررت مدينة الرقة التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة. وفي هذا الإطار، أورد بوتين أنه “يجب علينا أن نجري جولة جديدة من المحادثات بشأن القضية السورية، خاصة أننا حققنا انتصارا على الإرهابيين في وقت قياسي. لا يزال خطر الإرهاب قائما في سوريا وكل أنحاء العالم. وبالتالي، ينبغي علينا أن نلتزم الحذر”. وفق قوله.
وأضاف الموقع أن المفاوضات بشأن تسليم المعتقلين ستكون صعبة للغاية. وفي هذا الإطار، أفاد عضو المعارضة السورية، يحيى العريضي، بأن “المفاوضات ستركز على قضية تسليم المعتقلين، بالإضافة إلى مسألة مناطق خفض التوتر”. ومن الواضح أن ارتفاع عدد المساجين الذين تعرضوا للتعذيب، وكذلك الذين لقوا حتفهم على يد النظام، يعقّد مهمة الوساطة الروسية في هذه المفاوضات. وفي هذا الإطار، أورد العريضي أن “روسيا تدرك مدى صعوبة دورها على اعتبارها وسيطا في خضم هذه المفاوضات، خاصة في ظل تواصل المعارك في أنحاء البلاد”.
وذكر الموقع أن المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن تسوية القضية السورية آخذة في التطور، وذلك وفقا لما جاء على لسان الرئيس الروسي. من جهة أخرى، سيكون حل الخلاف بين إسرائيل وإيران أمرا على غاية من الصعوبة؛ نظرا لأن دولة الاحتلال الإسرائيلي تتهم إيران بدفع مليشيات حزب الله إلى التمركز على الحدود السورية.
وفي الختام، شدد الموقع على أن مواقف المشاركين في قمة أستانا متناقضة فيما يتعلق بالعديد من القضايا. وفي حال أدت المفاوضات إلى حل قضية واحدة من هذه القضايا، فسيكون ذلك بمثابة انتصار دبلوماسي بالنسبة لروسيا.
وطن اف ام / عربي 21