سياسة

طلال سلو يكشف معلومات مهمة عن علاقة قسد بنظام الأسد ورؤيتها التوسعية نحو البحر

بعد انشقاقه عن صفوف ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية، التي يشكل ميليشيا ” ب ي د ” سوادها الأعظم، قال طلال سلو إن مسؤولا في الاستخبارات الأمريكية، أوعز إليهم بأنّ بقاء التنظيم يقتضي الوصول براً إلى البحر الأبيض المتوسط.

وأوضح سلو الذي كان يتولى مهمة الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية قبل انشقاقه، أنّ ميليشيا ” ب ي د ” يحتل أكثر من ربع الأراضي السورية، وأنّ استراتيجية التوسع لديه تبدأ من شرق البلاد باتجاه غربه مرورا بالمناطق الحدودية مع تركيا.

ولفت سلو في لقاء مع وكالة الأناضول التركية، أنّ تواصل التنظيم المذكور مع العالم الخارجي وحصوله على الدعم الخارجي، مرتبط بوصول ميليشيا ” ب ي د ” إلى البحر الأبيض المتوسط.

الحوار الكامل 

سؤال: في الآونة الأخيرة زادت وتيرة الحرب والمنافسة الدولية في دير الزور، ماذا يجري هناك وراء الكواليس؟

الجواب: في 9 سبتمبر بدأنا بمداهمة داعش تحت اسم قوات سوريا الديمقراطية، وكنت أنا من أعلن عن بدء تلك الحملة، وكان الهدف السيطرة على باقي أجزاء منطقة الجزيرة وشمال نهر الفرات، ولم يكن لدينا أو لتنظيم “ي ب ك” (وحدات حماية الشعب، الجناح المسلح لـ “ب ي د”)، القدرة على إطلاق حملة ضد داعش، فهذه الحملة بدأت بإرادة الولايات المتحدة، والهدف لم يكن النفط أبداً، إنما الوصول إلى مدينة البوكمال والميادين قبل قوات الأسد. والهدف من الوصول إلى البوكمال والميادين، هو إنشاء حاجز بين سوريا والعراق.

وواشنطن حاولت مساعدة قوات سوريا الديمقراطية في البداية لكنها فشلت، لأننا تعرضنا منذ البداية لمضايقات روسية، حتّى أنّ البعض قُتِلوا في هجمات للنظام السوري وروسيا، الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية كانتا تقاتلان جنبا إلى جنب، وكانت قوات الأسد بعيدة، لكن عندما رأت واشنطن سرعة تقدم نظام الأسد باتجاه تلك المنطقة، قامت بتحريك قوات سوريا الديمقراطية، وطلبت من شاهين شيلو أحد مسؤولي “ي ب ك” القيام بهذه المهمة، وهناك أمر لا يعلمه الكثيرين، وهو أنّ العديد من النقاط التي تم السيطرة عليها تُركت للروس، منها منشأة كونكو للغاز، وحقول النفط الموجودة في أطرافها، وعندما تمّ تسليمهم هذه الحقول، توقفت قوات الأسد عن التقدم”.

سؤال: كيف تقوم “ب ك ك” بتشغيل النفط في الحسكة ودير الزور؟

الجواب: “ب ك ك وب ي د” سيطرتا على حقول نفط رميلان عام 2012، وبدأوا باستثمارها وتصدير المنتجات عبر المناطق التي يسيطر عليها داعش، كان هناك مسؤول مالي إسمه “علي شير”، موجود في مدينة القامشلي، وهو مرتبط مباشرة مع قيادات “ب ك ك”، وعلي شير هو المسموح له فقط أن يبرم عقود بيع النفط، ولا أحد غيره يعرف عائدات النفط، ومنذ عام 2012 وعلي شير يبيع النفط إلى الخارج، ومع مرور الزمن أصبح أحد ضباط نظام الأسد واسمه القاطرجي، يشتري النفط من “ب ك ك”، ويودعون أموال النفط في بنوك بلبنان”.

سؤال: منذ فترة ويدور الحديث حول ممر لـ “ب ي د/ ب ك ك” من مناطق سيطرته في الشمال السوري باتجاه البحر الابيض المتوسط، هل اطلعتم خلال لقاءاتكم مع المسؤولين الأمريكيين على موقف واشنطن حول هذا الأمر؟

الجواب: “لم يكن مشروعاً إنما وعداً، التقينا بأحد الأمريكيين وقالوا لنا أنه قادم من مركز للدراسات، وتبين لاحقاً أنه من المخابرات ومن القيادات، وقالوا لنا إن توجهتم إلى دير الزور سوف تعمل أمريكا على تقديم الدعم اللازم إلى قوات سوريا الديمقراطية، لتأمين ممر لها إلى البحر، وحملة تحرير دير الزور فشلت، والفكرة ليست حقول النفط، وأمريكا ليست معنية في ذلك، وليس من ضمن طموحاتها، تم تقديم الوعد إلى قوات سوريا الديمقراطية أننا إذا خضنا حملة بإتجاه دير الزور، واستطعنا تحقيق النصر سوف تقوم واشنطن بتأمين ممر لقوات سوريا الديمقراطية بإتجاه البحر، وذاك الشخص (الأمريكي) قال لنا إنّ أي كيان لا يوجد له منفذ على البحر، لا يمكن له أن ينجح، وأعطى مثال على ذلك اربيل، وقال أنهم مضطرون لإرضاء أطراف أخرى ليتاح لهم إمكانية الاستيراد والتصدير، وخاص في موضوع النفط”.

سؤال: في 25 نيسان/أبريل الماضي استهدفت القوات التركية موقع قره تشوك. ما هي طبيعة عناصر “ي ب ك” التي كانت موجودة هناك؟

قره تشوك كانت مستودعا رئيسيا لـ “ي ب ك” من حيث السلاح والآليات والمقرات المالية، والمركز الإعلامي والأرشيف، وكان يضم مكتبين لباهوز أردال و”شاهين جيلو” كما كانت مركزا للتوجيه الإيديولوجي لمسلحي “ب ك ك”، ذهبت إلى قره تشوك مرتين، التقيت في إحداها مع شاهين جيلو واستلمت منه سيارة. قره تشوك كانت تضم قيادات “ي ب ك”. كانت التركية “نالين” المسؤولة عن المرأة موجودة لم تكن تتحدث العربية، و”ن. شيفين” أيضا كانت تركية كردية تعرف قليلا من اللغة العربية، ورستم المسؤول عن المجموعات في “ي ب ك”، وكيرزان أيضا كانا هناك. قلت لشاهين جيلو إني متفاجئ من حجم القتلى الكبير. قال لي يبدو وجود اختراق أمني تركي لموضوع قره شوك. من بين القيادات التي كانت مجتمعة ثمة أشخاص كان سيتم اختيارهم لمهام جديدة. رستم كان سيذهب إلى تركيا وكان سيعمل هناك. الاستخبارات التركية كانت على علم بذلك. ونحن كنا نبقى في الخارج بسبب عدم أخذنا رسالة حينها من الولايات المتحدة الأمريكية بأننا لن تعرض لأي استهداف.

سؤال: ماذا حدث بعد مجيء قيادي أمريكي إلى قره تشوك بعد القصف التركي؟

في اليوم التالي للقصف جاء ضابط أمريكي إلى قره تشوك. عندها كان أول ظهور لشاهين جيلو على وسائل الإعلام. حارس الضابط الأمريكي كان اسمه سيلار وكان يتحدث الإنكليزية، بدأوا تقديم شرح للضابط الأمريكي عن عملية القصف، قالوا للضابط إنّ الموقع كان يضم مدنيين، ولم يخبروه بوجود قيادات من ب ك ك، الضابط لم يدن الهجوم، بعد خمسة أيام أخبرنا جيلو أنه لن تتم أي عملية قصف بعد أنّ تحدث الأمريكيون مع الأتراك.

سؤال: كيف تعامل تنظيم “ب ي د” مع مشكلة مخازن الأسلحة؟

الجواب: تم تسليم الأسلحة الثقيلة والذخائر إلى همين. الذين كان بدوره يودع تلك الأسلحة في المخازن. تركيا لم تستهدف المخازن التي يحميها الأمريكيون. كان يجري إيداع العديد من الأسلحة والذخائر في أماكن (القواعد) التابعة للولايات المتحدة كي لا تستهدفها تركيا.

سؤال: كيف تستطيع منظمة “ب ك ك” تأمين التواصل الجغرافي بين المناطق الشرقية المفصولة عن عفرين؟. هذا الانفصال الجغرافي ألا يقلق المنظمة؟.

الجواب: عندما تمكن نظام الأسد من السيطرة على حلب أصبح هنالك طريق مباشر. كان هذا الطريق عبارة عن ممر موازٍ للأراضي الموجودة ضمن منطقة درع الفرات. الطريق يخرج من عفرين (يمر عبر مناطق النظام) ويصل إلى منبج مرورًا بريف حلب. ويمتد الطريق إلى الجزيرة (شرق الفرات). لاستخدام هذا الطريق، كان من الضروري الحصول على موافقة النظام أو الجانب الروسي والإيرانيين في بعض الأحيان.

سؤال: هل نهج الولايات المتحدة الحامي لـ “ب ي د” ينطبق أيضًا على عفرين؟.

الجواب: الولايات المتحدة لم تقدّم أي ضمانات بشأن عفرين. حتى أنني سألت مكغورك (المبعوث الأميركي الخاص إلى تحالف محاربة تنظيم داعش ) عندما التقيت به لأول مرة. في ذلك الوقت لم يكن هناك أي اتصال جغرافي أو تواصل بين عفرين والمناطق الشرقية. طلبت منه مساعدة عفرين. أجاب قائلًا إن الإدارة الأميركية لن تدعم عفرين. وأضاف “إذا كانت عفرين تريد داعمًا آخر، فلتجد لنفسها داعمًا”. فقلت: “ربما يكون الجانب الروسي”. قال: “ليس هناك أي مانع من قبلنا”.

ثم اتصل بي حسين الأسد، ابن عم بشار الأسد. أراد مني إنشاء خط اتصال بين الجانب الروسي في قاعدة حميميم وقوات سوريا الديمقراطية. أطلعت شاهين جيلو على القضية. وقلت له أن مثل هذا الخط سيزعج الولايات المتحدة. لكن سيبان حمو (ما يسمى بالقائد العام لتنظيم “ب ي د”) أراد التواصل مع الروس. وأنا نقلت الوضع إلى حسين الأسد. بعدها جرى فتح قناة اتصال مع الجانب الروسي. وكان التنظيم يلجأ إلى روسيا في العديد من القضايا.

سؤال: ما مدى خشية “ب ك ك” من عملية تركية ضد عفرين؟

الجواب: يمكن للقوات التركية أن تسيطر على عفرين إذا نفذت العملية بشكل سريع جدًّا. وفي الحقيقة الوضع في عفرين ليس كما يظهر “ب ك ك” للخارج. ولهذا كانوا يخافون كثيرًا. المسألة لا تتعلق فقط بسقوط عفرين. فقطع القوات التركية الريف الشمالي كان يعني إفشال المشروع (الوصول إلى البحر المتوسط) لأنهم كانوا يعتبرون عفرين قلب المشروع. والعملية العسكرية التركية كانت ستعني نهاية أحلامهم. ولهذا كانوا يريدون وجود القوات الروسية في عفرين في حال قدوم القوات التركية.

طلب نظام الأسد، في حال حدوث أي اشتباك مع القوات التركية في عفرين، رفع علم النظام فيها، غير أنه اشترط استلام المناطق التي يُرفع فيها علمه، وهذا ما رفضته قيادات “ب ك ك” في قنديل. كانوا يعتقدون أن الولايات المتحدة سوف تمارس ضغوطًا على تركيا للحيلولة دون سيطرتها على عفرين. الولايات المتحدة أعلنت أنها ستدعم المناطق المحررة، بيد أنها قالت منذ البداية أنها لن توفر الدعم لعفرين

وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى