منتدى موسكو السوري .. حوار شكلي بلا نتائج
تستضيف موسكو، اليوم الإثنين، لقاءات تجمع بعض أطراف المعارضة السورية، على أن ينضم إليها لاحقاً وفد يمثل النظام ، في إطار ما أطلقت عليه تسمية “المنتدى التشاوري”، بين أطراف الأزمة السورية، في إشارة إلى طبيعته غير الرسميّة، وإلى نتائجه غير الملزمة.
ومن المفترض أن تمهّد هذه اللقاءات، التي تستمر أربعة أيام، لحوار يجري لاحقاً في موسكو أو في دمشق بين النظام والمعارضة، بحثاً عن حلّ سياسي للأزمة السوريّة.
وبينما أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض مقاطعة جميع المدعوين منه هذا اللقاء، تركت “هيئة التنسيق الوطنية”، التي تُعدّ من معارضة الداخل، الحريّة أمام المدعوين منها، للمشاركة أو المقاطعة، من دون أن تتحمّل كهيئة سياسيّة تبعات مواقفهم.
وفي سياق متّصل، يقول عضو هيئة التنسيق منذر خدام لـ “العربي الجديد”، إنّ “بعض أعضاء الهيئة، مثل صفوان عكاش وعبد المجيد حمو، سافر من القاهرة إلى موسكو للمشاركة في هذه اللقاءات، لكن لم يتمّ تأكيد سفر جميع المدعوين من الهيئة”.
ولا تتوقّع الهيئة، وفق خدام، “كثيراً من لقاء موسكو، وخصوصاً أنّ النظام قد خفّض من مستوى وفده”، معتبراً أنّه “بعد هذا اللقاء، صار بالإمكان سحب ذريعة عدم وجود شريك، والتي كان يتذرّع بها النظام السوري سابقاً ويسوّقها لدى أنصاره”.
وتفيد المعطيات بأنّ “قائمة الحضور قد اكتملت بالفعل، وسط خفض للتوقعات من جميع المشاركين، بمن فيهم الجهة الروسيّة المنظّمة. وتضمّ القائمة، وفق بعض المصادر، 35 شخصيّة من قوى المعارضة والمجتمع المدني وممثلين عن النظام السوري، الذي قرر خفض مستوى تمثيله، على أن يرأس وفده، مندوبه في الأمم المتحدة بشار الجعفري، إضافة إلى جميع أعضاء الوفد المفاوض في مؤتمر جنيف، وهم بحسب وسائل الإعلام التابعة للنظام كل من مستشار وزير الخارجية والمغتربين أحمد عرنوس، والمحامي أحمد كزبري والمحامي محمد خير عكام، وأسامة علي، من مكتب الوزير، وأمجد عيسى. كما أضيف إليهم سفير النظام لدى روسيا رياض حداد.
ومن المقرّر أن يفتتح مدير “معهد الدراسات الشرقية”، فيتالي نومكين، أعمال المنتدى، اليوم الإثنين، في مبنى وزارة الخارجيّة الروسيّة، حيث سيتحاور المعارضون ليومين، على أن ينضم ممثلو النظام إليهم صباح بعد غد الأربعاء، ويلتقوا جميعاً بعد الظهر وزير الخارجية سيرغي لافروف.
وسارع العديد من الكيانات السياسية التي دعي بعض أعضائها بصورة شخصية، إلى رفض الدعوة الروسيّة، مسجلين رفض الدعوة اعتراضهم عليها، شكلاً ومضموناً، وفي مقدّمتهم أعضاء الائتلاف الخمسة، والرئيس الأسبق للائتلاف وعضو مجموعة “سورية الوطن” المشكلة حديثاً، معاذ الخطيب، وتيار “بناء الدولة” بقيادة لؤي حسين المسجون لدى النظام.
وتبلّغت موسكو، وفق المصادر، حضور كل من القيادي في “جبهة التغيير والتحرير” قدري جميل، وزميله مازن غريبة، ورئيس “الاتحاد الديمقراطي الكردي”، صالح مسلم والمسؤول في “مجلس العشائر” فيصل عبد الرحمن، وشخصيّات مستقلة هم محمد فارس ووليد البني ورندة قسيس وسمير عيطة، إضافة إلى معارضين من الداخل هم: فاتح جاموس وسليم خير بيك ونواف ملحم ومجد نيازي وسهير سرميني.
وطالب الائتلاف السوري المعارض، في بيان أصدره أخيراً، موسكو “بإعادة النظر في سياساتها تجاه ما يحدث في سورية، حيث توجب مبادئ القانون الدولي الإنساني والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن بخصوص الوضع في سورية على الأمم المتحدة، والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن؛ استئناف المفاوضات للوصول إلى حل سياسي ينقذ سورية، ويحقق تطلعات شعبها، ولا يفرط بتضحياته الكبيرة، ويحقق الانتقال السياسي الجذري والكامل للسلطة من الحكم الدكتاتوري إلى الشعب لبناء سورية المستقلة الموحدة التي يحكمها نظام مدني ديمقراطي تعددي”.
يُذكر أنّ لقاء موسكو يأتي بعد يومين من اتفاق شخصيات وقوى سياسية سورية معارضة في ختام اجتماعها في القاهرة، على عشرة مبادئ تضمنت تشكيل “هيئة حكم انتقالية مشتركة” وإنهاء الوجود العسكري غير السوري وإعادة هيكلة أجهزة الأمن والجيش. كما اتفق المشاركون على التحضير لعقد مؤتمر وطني واسع في شهر أبريل/نيسان المقبل.
العربي الجديد – وطن اف ام