عربي

روجيه اده: ما يحصل في حلب حرب إبادة للسنّة

وصف رئيس حزب “السلام اللبناني”، المحامي روجيه اده، في حوار مع وكالة الأناضول التركية، ما يحصل في حلب وسوريا عموماً بأنها حرب إبادة للسنّة، مشيراً إلى أن تنظيم “داعش” الإرهابي أداة إيرانية لتخويف العالم من الثورة السورية وإلصاق تهمة الإرهاب بالسنّة.

ورأى رئيس حزب السلام المؤسّس عام 2006، أن ما يحصل في سوريا “حرب إبادة لمذهب السنة”.
وأضاف بالقول “إن روسيا تعمّدت مع حلفائها النظام وحزب الله وإيران هدم مدينة حلب وقتل أبنائها”.
وذكّر “اده” بتهديد بشار الأسد قبل اغتيال رفيق الحريري (رئيس الوزراء الأسبق اغتيل بتفجير استهدف موكبه ببيروت عام 2005) بأنه سيهدم لبنان على رأسه، واليوم يهدمون (النظام وحلفائه) سوريا على رؤوس السوريين.
ومنذ إعلان النظام انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام، تشنّ قواته ومقاتلات روسية، حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال.

ورأى رئيس الحزب أن الحرب في حلب وسوريا باتت “أكبر من قدرة العالم العربي على الحل، لأن الولايات المتحدة الأميركية لم تتحمل بقيادة باراك أوباما حفظ السلام فيها”.
في سياق متصل، اعتبر اده “أنه وكما هو معروف بأن داعش ولد من رحم القاعدة وبعد تطور الأمور في العراق وسوريا وتحديدا بعد عام 2013 أصبح أداة إيرانية لتخويف العالم من الثورة السورية وأداة لتخويف العالم من السنّة بأنهم متطرفون والشيعة معتدلون”.
ولفت إلى أن تهمة “الإرهاب” التي باتت موجهة للسنّة في بعض وسائل الإعلام يعود مردها إلى “البروباغندا الإعلامية الإيرانية”.
وحول رأيه فيما حصل في تركيا والمحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها منتصف يوليو/ تموز الماضي، قال اده “إن رجل(في إشارة للرئيس رجب طيب أردوغان) تجاوب معه شعبه بتلك الطريقة التي شهدناها سيغيّر التاريخ”.
وعن عدم مساندة تركيا في مواجهة الإرهاب علّق اده “هناك تقصير وهذا التقصير يتحمل مسؤوليته النظام الدولي والغرب، قلة الدعم أيضاً ظهرت عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة”.
وعزا ذلك لسبيين برأيه الأول هو “خوف الغرب دائماً من أن تقوى شخصية مثل شخصية أردوغان(..)، وهذا الخوف نجده في الإعلام اليساري وهو لوبي مضاد لأي نجاح ديموقراطي في العالم الإسلامي فهم لا يرتاحون له أو يثقون به”.
أما عن السبب الثاني فهو “كره أن يكون هنالك حزب ذو توجه إسلامي ديموقراطي(في إشارة للعدالة والتنمية في تركيا) كما لدى الغرب أحزاب ديموقراطية”.
واعتبر اده أن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن نايف مؤخراً إلى تركيا كانت “مهمة جداً”، لافتاً أن التعاون بين أنقرة والرياض مهم جداً لدعم الاستقرار في الشرق الأوسط والتوازن الإقليمي.
في سياق آخر، رأى رئيس الحزب اللبناني أن توسع نفوذ وطموح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الشرق والغرب ودخوله سوريا ومنطقة المتوسط يعود إلى ضعف الرئيس الأمريكي باراك أوباما وتردده.
وبالشأن الداخلي اللبناني استبعد اده إجراء انتخابات رئاسية في هذه الفترة.
ورأى رئيس حزب السلام أنه “لا يمكن لميشيل عون (رئيس التيار الوطني الحر ومرشح مطروح للرئاسة) حليف حزب الله أن يكون رئيسا للجمهورية لأن الرئيس المقبل لا يمكنه تشكيل حكومة يشارك فيها حزب الله بعدما صنفه العالم العربي والإسلامي منظمة إرهابية”، وفق قوله.
وأضاف “لا يمكن أيضاً تشكيل حكومة قبل أن يسلم حزب الله سلاحه للدولة ويعمل على شرعنة وجوده العسكري في لبنان، فوجود الحزب في لبنان اليوم غير شرعي عربيا وإسلامياً ودولياً”.
وفشل البرلمان اللبناني في 28 سبتمبر/ أيلول الماضي في جلسة حملت الرقم 45، في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا للرئيس ميشال سليمان الذي انتهت ولايته في 25 أيار/مايو 2014، وذلك بسبب الخلافات السياسية في البلاد التي تمنع في كل مرة تأمين النصاب القانوني لجلسة الانتخاب المتمثل بحضور ثلثي النواب أي 86 نائبا من أصل 128.
ووجه اده سؤالاً لسعد الحريري زعيم حزب المستقبل اللبناني “كيف يمكنك أن تشارك بتنصيب رئيس جمهورية هو أداة لحزب الله المتهم بقتل والدك (رفيق الحريري)”.
ولفت إلى استحالة انتخاب رئيس في لبنان قبل “إعادة تأسيس النظام اللبناني والإقليمي”.
وأوضح فكرته الأخيرة بالقول “إعادة تأسيس النظام اللبناني ليس كما يتصور البعض أي إعادة توزيع المناصب والحصص بحسب كل طائفة، بل هي إعادة تصور للنظام في دولة باتت معطلة فعلياً في حين أن جارتها سوريا دولة باتت مفتتة ومهددة بالتقسيم كما العراق”.
وأضاف أن “إعادة تأسيس هذه الدول يمكن أن يكون وفق نموذج اتحادي بين المحافظات وربما نموذج اتحادي بين محافظات المناطق ومكوناتها إذا كانت ذات طابع طائفي أو مذهبي أو عرقي معين”.
ورأى بالنموذج الذي اقترحه “الأكثر أمانا، لأنك تحافظ على الدولة بحدودها المعترف بها”.
ويعتبر حزب السلام أن “الالتزام بالدستور والشرعية الدولية وحرية لبنان والتزام العدالة والمواطنية اللبنانية والأمن الأهلي اللبناني وثقافة السلام وعصرنة النظام المدني، إضافة الى إلغاء الطائفية تدريجياً وحصر دور الدولة لتكون فاعلة وقوية في القطاعات التي لا يمكن أن يتولاها القطاع الخاص”، هي من أبرز أهدافه بحسب ما أعلن اده وقت إعلان تأسيسه عام 2006.
وطن إف إم / اسطنبول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى