استبعد نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم ، أن تتطور الأوضاع في سوريا إلى “اشتباك مباشر” بين الولايات المتحدة وروسيا إلى حرب واسعة.
وقال قاسم في مقابلة مع صحيفة “الجمهورية” اللبنانية نشرت اليوم الجمعة إن الوضع في سوريا “لا يشير إلى حرب شاملة، ما لم يفقد ترامب ونتنياهو صوابهما تماما”.
وأضاف: “إذا كان الاعتداء على سوريا في إطار محدود فمن المتوقع جدا أن تكون ردود الأفعال من الأطراف المعنية بسوريا مرتبطة في الساحة داخلها”، لافتا إلى “أن الطريقة التي يدير بها ترامب ملفاته “يغلب عليها الطابق الاستعراضي الذي يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير عادية”.
وأشار إلى أن هذا الموقف “تم لمسه بعد التصعيد في الأزمة الكورية الشمالية وشعر العالم أن حربا ستقع وإذ بنا نرى أن هناك لقاءات محتملة تعقد بين الجانبين لمعالجة المشكلات” مشيرا إلى أن الأمر ذاته في الملف السوري ولم يكن هناك “مخطط للعدوان المفترض وما زال موضع نقاش”.
وتابع: “نستبعد الحرب الواسعة لكن لا أحد سوى الله يعرف ماذا يدور في رأس ترامب”.
وعلى صعيد رد ميليشيا حزب الله في حال شنت الولايات المتحدة هجوما على نظام الأسد رفض قاسم الخوض في تفاصيل احتمالات الرد وقتال “أن نبقي لأنفسنا خيارات مفتوحة فهذا الأمر يسبب القلق لدى العدو ومن ناحية أخرى لا يصح نقاش احتمالات قد لا تقع”.
وأضاف: “لكن الأمر المؤكد هو أن إسرائيل تعلم تمام ماذا يمكن أن يفعل حزب الله في حالات معينة من الاعتداء”.
ورأى أن الحديث عن توسع الأزمة وتدحرجها لدول أخرى في المنطقة لتتحول إلى حرب أمر يصعب وضع ضوابط له لتحييد بلد دون آخر.
وبشأن احتمالية قصف نظام الأسد مرورا بالأجواء اللبنانية من قبل الإسرائيليين قال قاسم “هذا اعتداء على لبنان ويجب أن يدان ويرفع الصوت عاليا ضد على مستوى الدولة وأركانها والحكومة لحشد أكبر تأييد ممكن لرفضه ومنع العبث بسياسة لبنان”.
ووصف قاسم الغارة الإسرائيلية الأخيرة على مطار التيفور العسكري قرب تدمر والاستهداف للإيرانيين بأن له “تبعات لا أعلم ما هي حدودها”.
وتابع: “الوجود الايراني في سوريا قائمٌ بالتنسيق مع الدولة السورية وهذا أمر مشروع ومألوف في الوضع الدولي والغارة الاسرائيلية على مطار تيفور تشكّل اعتداءً على سوريا وإيران معاً وهذا له تبعات لا أعلم الآن ما هي حدودها.
وفي إطار الحديث عن زج حزب الله في حرب مع إسرائيل عبر الجبهة الجنوبية للبنان قال قاسم: “لا نخجل إن قلنا علنا إن الحزب ليس في وارده ابتداء فتح جبهة مع اإسرائيل وكل أدائنا مقاومة دفاعية والمراقب ما جرى منذ 2006 وحتى الآن يجد أننا كنا حريصين على تعزيز الموقع الدفاعي”.
ولفت إلى أن “إسرائيل هي المسؤولة أولا وأخيرا عن أي انزلاق يمكن أن يحصل والمقاومة جاهزة للمفاجآت”.
وألقت طائرات حربية السبت الماضي، حاويات وبراميل تحوي غازات سامة على أقبية يحتمي فيها مدنيون من قصف قوات الأسد وروسيا في مدينة دوما بريف دمشق، ما أدى إلى استشهاد 55 مدنياً وإصابة المئات بحالات اختناق بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وطن اف ام / صحف