يدرس وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، قرارا لإلغاء إجراء يسمح للمواطنين الإيرانيين بالدخول والخروج من وإلى مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت، دون ختم جوازاتهم، وفق مصدر رسمي.
وجاري العمل بقرار إعفاء الإيرانيين من ختم جوازاتهم في مطار بيروت، والاكتفاء بختم بطاقات للدخول، منذ عهد حكومة رئيس الوزراء اللبناني السابق نجيب ميقاتي (2011- 2013).
وفي تصريح قال مصدر بوزارة الداخلية اللبنانية لوكالة “الأناضول”، الثلاثاء، إن “القرار (عدم ختم الجوازات) تم اتخاذه منذ فترة طويلة”.
وأضاف المصدر، مفضلا عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالحديث للإعلام، أن “المشنوق سيعمل على إلغاء الإجراء، واتباع الإجراءات الرسمية التي تحصل مع كافة المسافرين العاديين، وهي ختم جواز السفر عند دخول لبنان”.
ووصف حزب القوات اللبنانية المسيحي المناهض لميليشيا حزب الله التغيير بأنه محاولة لمساعدة إيران على إرسال المزيد من القوات إلى سوريا عبر بيروت أو نقل أموال إلى حزب الله رغم العقوبات الأمريكية.
وكانت وكالة الجمهورية الإيرانية للأنباء تحدثت عن الإجراء هذا الأسبوع قائلة إن بعض الإيرانيين الذين سافروا إلى لبنان واجهوا صعوبات في الحصول على تأشيرات سفر أوروبية.
وتدرج الولايات المتحدة ميليشيا حزب الله في قائمة المنظمات الإرهابية وشددت العقوبات ضد أي طرف يتهم بالقيام باستثمارات معها.
ويصنف الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري للجماعة بأنه منظمة إرهابية. وتقدم طهران وجماعة حزب الله دعما حاسما لجيش الأسد في الحرب داخل سوريا.
وقال المصدر لوكالة “رويترز” إن وزير الداخلية نهاد المشنوق العائد من جولة خارجية سيلتقي رئيس الوزراء سعد الحريري وغيره من المسؤولين غدا الأربعاء لبحث المسألة والبت بإلغائها من عدمه.
ونشر المشنوق على “تويتر” يوم الاثنين مقالا لصحيفة النهار اللبنانية نقلت فيه عن مصادر بالوزارة قولها إن الوزير سيطعن في القرار.
ورغم نفي الأمن العام اللبناني لأي خلفية سياسية أو أمنية وراء عدم ختم جوازات الإيرانيين المسافرين عبر مطار بيروت، إلا أنّ الموضوع أثار جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وحتى منتصف نهار اليوم، لم يصدر أي تعقيب عن الموضوع من قبل السلطات في لبنان أو إيران.
وأمس الاثنين، قال مدير الأمن العام، عباس إبراهيم، إن “الختم على البطاقة المستقلة في المطار يتم العمل به منذ عشرات السنين ولا يقتصر على الإيرانيين”.
وأضاف المسؤول الشيعي، في تصريحات إعلامية، أن التدبير الذي اتّخذه الأمن العام “طبيعي وعادي، ولا ينطوي على أي غايات أو نيّات مضمرة، علماً أنه معتمَد في الكثير من الدول الخليجية والأوروبية منذ سنوات طويلة”.
وشدد إبراهيم على أن “حركة دخول وخروج الإيرانيين عبر المطار مسجّلة وموثّقة، وهذا هو المهم بالنسبة لنا”.
ولفت أن “تاريخ الوصول والمغادرة يصبح موجودا لدينا بمجرد تمرير جواز السفر على الآلة، حتى لو لم يُختم”، مشيراً إلى أن “ختم جواز السفر غير إلزامي بحدّ ذاته”.
من جانبها، قالت صحيفة “واشنطن تايمز” في تقرير لها نهاية الأسبوع الماضي، إن السفارة اللبنانية لدى طهران “أعلنت أنه من أجل تسهيل سفر الإيرانيين من وإلى لبنان، لن يتم ختم جوازات سفرهم في مطار بيروت خلال رحلتهم إلى إيران”.
واعتبرت الصحيفة أن “حزب الله” اللبناني، “يفسد” مطار رفيق الحريري الدولي، وقد سمح لـ “الحرس الثوري الإيراني بالحصول على المطار كقاعدة لعمليات النظام الإيراني التي تشمل نقل أسلحة ومقاتلين إلى المواقع والبلدان التي تخدم الحرس الثوري”.
فيما أوضحت الخارجية اللبنانية، في بيان صدر أمس، أن “هذا الإجراء هو من صلاحيات الأمن العام اللبناني، وهو من اتخذ قرار ختم بطاقة الدخول بدلاً من الجواز”.
كما لم يصدر تعقيب عن تنظيم السلطات الإيرانية، أو ميليشيا “حزب الله”، حول ما أورته الصحيفة.
وطن اف ام /وكالات