اعتبر خبيران تركيان خطوة موسكو في زيادة تعزيزاتها العسكرية بسوريا خلال الأيام الأخيرة، بمثابة رسالة واضحة موجهة لواشنطن، مفادها أن تستبعد الأخيرة الخيار العسكري لحل المسألة السورية.
بعد إعلان واشنطن تعليق مشاركتها في قنوات الاتصال الثنائية مع موسكو، من أجل تأسيس وتثبيت وقف الأعمال القتالية في سوريا، بدأت موسكو بتعزيز حشودها العسكرية في سوريا، لا سيما بعد تداول وسائل إعلام أمريكية، أنباء بإعادة طرح الخيار العسكري مجددا في أروقة صناعة القرار الأمريكية، حيث أوردت صحيفة واشنطن بوست، في خبر لها أمس الأول الثلاثاء أنَّ البيت الأبيض وضع الخيار العسكري ضمن الخيارات المطروحة على الطاولة فيما يخص الشأن السوري.
وتزامنَ هذا التصعيد في الخطاب الأمريكي مع خطوات روسيّة على الأرض، فقامت الأخيرة بتعزيز ترسانتها العسكرية في سوريا، بإرسال منظومة صواريخ إس 300، علما أنها كانت قد نشرت منظومة إس-400 المتطورة في مدينة اللاذقية في شهر ديسمبر/كانون الأول 2015، بعد إسقاط تركيا لمقاتلة روسية انتهكت أجواءها.
علاوة على وجود العشرات من طائراتها المقاتلة في مطار حميميم بريف اللاذقية.
ويرى البروفسور الدكتور في جامعة أوزيغين، مسعود حقي جاشين، أنَّ التحركات الروسية الأخيرة في التصعيد، تصب في رغبة روسيا بلعب دورها السابق كقطب في الحرب الباردة.
وأشار جاشين، في حديث مع الأناضول، إلى أنَّ روسيا حققت تفوقا عسكرية في الأجواء السورية على الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي الذي تقوده، بالتوازي مع زيادة نفوذها العسكري في بحر البلطيق ومناطق عديدة حول العالم.
وقال جاشين: “إن موسكو تردُّ على كلِّ تصعيدٍ لواشنطن بـ 7-8 أضعاف، وهذا التصعيد الروسي، خطيرٌ جدا”.
بدوره، دعا مدير الأبحاث الأمنية في مركز الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركي (سيتا) مراد يشيل تاش، إلى عدم تفسير التعزيزات العسكرية الروسية في سوريا، على أنها موجهة ضد قوات المعارضة المسلحة هناك.
وقال يشيل تاش: “إنَّ التعزيزات العسكرية ليست موجهة ضد المعارضة السورية بشكل مباشر، بل هي رسالة واضحة موجهة لواشنطن، مفادها استبعاد الحل العسكري كخيار لحل المسألة السورية”.
وأعلنت واشنطن، الإثنين الماضي، تعليق المشاركة في المباحثات الثنائية مع موسكو، والمتعلقة بالصراع في سوريا، بعد أن هدد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الأسبوع الماضي، نظيره الروسي، سيرغي لافروف، بوقف الولايات المتحدة تعاونها مع موسكو بخصوص الأوضاع في سوريا، إذا لم توقف روسيا ونظام بشار الأسد فوراً غاراتهما على مدينة حلب شمالي البلاد، والعودة إلى وقف الأعمال العدائية.
وطن إف إم / اسطنبول