دولي

تقرير حقوقي يوثق شهادات مروعة لنساء هربن من تنظيم “الدولة الإسلامية”

كشفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير حقوقي حالات تعذيب واغتصاب تعرضت لها نساء عراقيات فررن من الحويجة التي ما زالت تحت سيطرة تنظيم الدولة في العراق.

ونشرت المنظمة الحقوقية في تقريرها الذي اطلعت عليه “عربي21” أن “مقاتلين من تنظيم الدولة ما زالوا يحتجزون نساء وفتيات عربيات سنيات ضمن المناطق الخاضعة لسيطرتهم في العراق بشكل تعسفي، ويسيئون معاملتهن ويعذبونهن ويتزوجونهن قسرا”.

وأخذت المنظمة إفادات النساء اللواتي تمكن من الفرار من المدينة التي تقع تحت سيطرة التنظيم جنوب الموصل.

وعرضت في تقريرها شهادات ست نساء وصلن كركوك بعد فرارهن من بلدة الحويجة، قلن إن عناصر التنظيم اعتقلوهن في 2016، لفترات تراوحت بين ثلاثة أيام إلى شهر، ومارسوا أساليب التعذيب والإساءة الجسدية بحقهن، وقاموا باغتصابهن، حتى أمام أطفالهن، بحسب شهاداتهن.

وسجلت “هيومن رايتس” انتهاكات مماثلة واسعة النطاق، ارتكبها مقاتلو تنظيم الدولة ضد نساء أيزيديات.

ونقل التقرير الحقوقي عن نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة، لمى فقيه، قولها: “نأمل في بذل السلطات المحلية والمجتمع الدولي كل ما في وسعهم لتقديم الدعم اللازم لهذه الفئة من الضحايا”.

وأفادت إحدى النساء للمنظمة، هي “سعاد”، بأن أحد مقاتلي تنظيم الدولة ابن عمها، قام بإجبارها على الزواج منه، ثم اغتصبها، وحملت منه، وفق قولها.

وقالت “سعاد” إنها فرّت بعد ثمانية أشهر في منتصف الليل مع أهلها إلى كركوك. وأنجبت طفلها بعد شهر، ولكنه توفي بعد أربعة أيام.

وبغية حماية الضحايا والشهود، فقد تم تغيير أو حجب أسماء الأفراد ومعلومات أخرى تكشف هوياتهم، وفق ما أوردته المنظمة الحقوقية.

وقالت “فوزية” في شهادة أخرى، إن مقاتلي التنظيم دمروا منزلها عقابا على هرب زوجها منهم، وحاولوا الزواج منها قسرا.

وأوضحت أن مقاتلي تنظيم الدولة تقربوا من زوجها، وطلبوا منه التجسس على الحي، لكنه رفض، فاحتُجزَ 10 أيام في قرية خارج المدينة، وفرّ بمجرّد فك حجزه.

وقالت إن ثلاثة من مقاتلي التنظيم احتلوا المنزل ثلاثة أيام خلال هذه الفترة، ووضعوا ولديها تحت الإقامة الجبرية، وأجبروهم على البقاء في غرفة واحدة.

وقالت إنها رأت مقاتلي التنظيم يجلبون فتاة جديدة كل يوم إلى الغرفة المجاورة لمدة ساعة تقريبا. وقدّرت أنهنّ كنّ 16، وسمعتهن يبكين. وتعتقد أن المقاتلين اعتدوا جنسيا على الفتيات.

وفي إفادة أخرى، قالت إحدى النساء اللواتي تمكن من الفرار، إنها تعرضت للعقوبة من تنظيم الدولة لهرب زوجها أيضا من قبضة التنظيم.

وروت إحداهن أيضا، أنها حاولت الفرار من الحويجة مع أطفالها الثلاثة، ومجموعة كبيرة من العائلات الأخرى، في نيسان/ أبريل 2016.

وأضافت أن مقاتلي التنظيم أمسكوا بالمجموعة، واحتجزوا 50 امرأة منهم في منزل مهجور.

وروت أن مقاتلا اغتصبها بشكل يومي طيلة الشهر التالي أمام أطفالها. وقالت إن نساء عدة أخريات محتجزات تعرضن على الأرجح للاغتصاب.

تفاصيل الروايات كما سردتها النساء لـ”هيومن رايتس”

ونقلت “هيومن رايتس” عن خبراء من أربع منظمات دولية، منها منظمتان طبيتان، تعملان مع ضحايا الاعتداءات الجنسية شمال العراق، أنه من الصعب تقييم مدى انتشار العنف القائم على الجنس الذي مارسه تنظيم الدولة ضد النساء الفارات من أراض واقعة تحت سيطرته.

وأضافوا أن الضحايا يُفضلن الصمت، وكذلك أسرهن، لتجنب الوصم وتشويه سمعة المرأة، أو الفتاة.

وقالت عاملة إغاثة أجنبية إنها شهدت حالات زواج قسري واغتصاب متعددة، لكنها تعتقد أن عددا قليلا جدا من الضحايا النازحات اللاتي عملت معهن تحدثن عن ذلك علنا.

وأضافت أن بعض النساء يحاولن إخفاء الحادث عن عائلاتهن، خوفا من التعرض للعار، أو للعقاب من الأهل، أو المجتمع.

وقالت إن الأطفال نتاج الاغتصاب أو الزواج القسري قد يواجهون الوصم بدورهم.

وكالات/ وطن إف إم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى