صدرت دراسة أعدتها المؤسسات الرئيسية في وزارة الدفاع الأميركية تشرح فيه عن توتر النظام العالمي الذي تم وضعه من بعد الحرب العالمية الثانية وأكد التقرير أن الولايات المتحدة تواجه الآن خطر فقدان دورها القيادي في العالم.
ووضحت الدراسة الحديثة التي قام بها البنتاغون الزعزعة التي يعيشها النظام العالمي التي تقوده الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية وكيف أنه من الممكن أن ينهار.
وخلصت الدراسة إلى أن العالم الآن يدخل في مرحلة جديدة تقوم أساساتها على حل النظام الموجود حالياً والتقليل من قوة الولايات المتحدة ولكي تستطيع الولايات المتحدة الحفاظ على موقعها في النظام العالمي يلزمها المزيد من الرقابة والمزيد من الدعاية والتوسع العسكري.
وبحسب الخبر الموجود على موقع وكالة الأخبار الروسية أن التقرير تم نشره في حزيران من قبل معهد الدراسات الاستراتيجية الأميركية في الكلية الحربية من بعد سنة كاملة من الدراسة وبالتشاور مع وزارة الدفاع “البنتاغون” والمؤسسات الرئيسية في الجيش الأميركي وبالرغم من أنه لا يمكن اعتبار الدراسة هي وجهة النظر الرسمية المعلنة لوزارة الدفاع وللجيش الأميركي إلا أنه تم إعداد هذا التقرير بالتشاور مع عدد كبير من المسؤولين في السلطات المختصة لذلك إن الهدف من التقرير هو تسليط الضوء على “الوضع الشائع”.
بدأ الوضع الراهن بالانهيار
وكتب الدكتور ـحمد نافذ من “انسورغ انتيليغينس” مقالة عن التقرير ذو 145 صفحة من بعد دراستها وبحسب المعلومات الواردة في المقالة
إن الولايات المتحدة التي خسرت ما كانت عليه في الماضي من تفوقٍ فهي الآن تقف خلف العالم الجديد الغير متنبأ به والخطورة تكمن في المقاومة التي ستبديها والتي هي غير معروفة الخصائص والخطر الذي يحيط بالولايات المتحدة ليس فقط من القوة الصاعدة والمنافسة لها وتهدد مصالحها مثل الصين وروسيا بل إن الخطر ينبع أيضاً من الأحداث السريعة والمفاجئة مثل الربيع العربي.
وبحسب ما جاء في التقرير “بالرغم من أنه لم تزل الولايات المتحدة ذلك العملاق الاقتصادي والسياسي والعسكري إلا أنها فقدت الموقف الذي لا يخول أحد من الدول المنافسة للظهور أمامها ، أي وباختصار إن الاستراتيجيات التي أسستها وبنتها الولايات المتحدة من بعد الحرب العالمية الثانية لن تستمر مع التوتر الحاصل في الوضع الراهن وحتى إن انهارت”.
ويعد ذلك اعتراف أن الولايات المتحدة تتعرض للتهديد على الصعيد الاقتصادي والعسكري والسياسي والثقافي.
إذا لم نتخذ الإجراءات المناسبة فلن نستطيع اللحاق بالأحداث المتسارعة
وبحسب المعلومات الواردة في “انسورغ انتيلغنس” إن المراد من التقرير هو فقط التأكيد على تراجع قوة الولايات المتحدة “أصبحت هياكل الدول والسلطات السياسية التقليدية تقع تحت ضغط القوى الداخلية والخارجية المتصاعدة ورافق كسر النظام العالمي من بعد الحرب الباردة انهيار داخلي لدولٍ كاملة على الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية “.
واعتبر التقرير أن ما يحدث ليس بهزيمة بل هو دعوة للنهوض والاستيقاظ ، وحذر بأنه في حال لم يتم فعل أي شيء قبل قدوم هذا العصر الجديد فسيكون من الصعب جداً اللحاق بالأحداث المتسارعة والمعقدة التي سوف تحدث.
وخالف التقرير الموقف الرسمي لحكومة الولايات المتحدة في اعتبار النووي الإيراني والكوري الشمالي خطراً يشكل تهديداً لها بل أكد على أنه يرى هذين البلدين من أهم المشاكل التي تقف بوجه تطوير نظام قيادة الولايات المتحدة للعالم.
وبحسب التقرير الذي أكد على تشكيل المجموعات المشابهة للقاعدة وداعش خطراً على الولايات المتحدة ، إن الحركات المشابهة للربيع العربي والتي تكون “من غير قيادة ومن دون استقرار” تؤدي للتآكل العام للسلطات التقليدية أو تكون هدفاً للوصول إلى حروب أهلية والتفكك الشعبي ، وجميع الدول الغربية وعلى رأسهم الولايات المتحدة تستطيع أن تشعر ذلك بنفسها.
صحيفة قرار التركية ، ترجمة وتحرير وطن اف ام