نفت وزارة الدفاع الروسية توجبه قواتها الجوية في سوريا ضربة جوية لميليشيا ” قوات سوريا الديمقراطية – قسد ” المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال إيغر كوناشينكوف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية: هذا غير ممكن، لماذا نقصفهم؟.
وأضاف في تصريح رسمي أمس أن المقاتلات الروسية استهدفت فقط مواقع تنظيم داعش ومصادر نيرانه الكثيفة على قوات الأسد.
وكان البنتاغون أكد في بيان رسمي، مساء أول من أمس، أن “القوات الروسية ضربت في تمام الساعة 12.30 بتوقيت غرينيتش يوم 16 سبتمبر / أيلول هدفاً شرق الفرات، بالقرب من دير الزور، وألحق أضرارا بصفوف قوات شريكة بالتحالف الدولي ضد الإرهاب”.
كما اتهمت ميليشيا ” قسد ” في بيان، قوات الأسد والقوات الروسية، باستهداف مقاتليها في المنطقة الصناعية قرب الضفة الشرقية لنهر الفرات مقابل مدينة دير الزور.
وقالت في بيانها إنه “في وقت تحقق فيه قواتنا انتصارات عظيمة ضد (داعش) في الرقة ودير الزور، ومع اقتراب الإرهاب من نهايته المحتومة، تحاول بعض الأطراف خلق العراقيل أمام تقدم قواتنا”.
وفي رده على تلك الاتهامات أشار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغر كوناشينكوف، إلى أن “قيادة مجموعة القوات الروسية في سوريا، وتفاديا لتصعيد لا حاجة لأحد به، قامت مسبقاً بإبلاغ الجانب الأميركي بحدود منطقة العمليات العسكرية في دير الزور”.
وأكد أن المقاتلات الروسية لا تقصف سوى الأهداف في مناطق سيطرة (داعش) التي تم التأكد منها عبر أكثر من قناة استطلاع، مؤكداً «في إطار هذه العملية، تم القضاء على قوات ومدرعات ومواقع للإرهابيين سواء على الضفة الغربية أو الشرقية لنهر الفرات”.
ولم يوضح كوناشينكوف، ما إذا كانت المقاتلات الروسية نفذت أي عمليات فجر يوم 16 سبتمبر الحالي شرق الفرات، لكنه حاول الإيحاء بأنه إذا تأكد وقوع إصابات في صفوف ميليشيا ” قسد” فإنها وقعت أثناء وجودهم بين مقاتلي (داعش)، وذلك في سياق حديثه: “لهذا، فإن السؤال حول كيف تمكن (عناصر) أو خبراء من التحالف، من التغلغل في الأجزاء الشرقية من دير الزور، في ظل عمليات قتالية من جانب (داعش)، أمر لا يجيب عنه أحد سوى التحالف الدولي نفسه”.
كما تعمد التقليل من أهمية العمليات العسكرية التي ينفذها التحالف و”قسد” ضد “داعش” شرق الفرات، وقال إن وسائل الرصد الروسية لم تسجل خلال الأيام الماضية وقوع أي مواجهات في المنطقة بين عناصر “داعش” وأي قوة عسكرية “ثالثة”.
يذكر أن ميليشيا قسد المدعومة من الولايات المتحدة تنفذ عمليات ضد تنظيم داعش في المنطقة الصناعية على بعد 7 كيلومترات من الضفة الشرقية للفرات، بينما تواصل قوات الأسد عملياتها في دير الزور وريفها الغربي بدعم من القوات الجوية الروسية وميليشيات طائفية مدعومة من إيران.
ويتسابق الجانبان لتحقيق مكاسب أكبر في العمليات في دير الزور والرقة.
هذا وقد أجرى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون محادثات مع نظيره الروسي خلال اتصال هاتفي مساء أول من أمس، بمبادرة من الجانب الأميركي، بعد الإعلان عن القصف الجوي الروسي لمواقع ميليشيا قسد.
وقالت الخارجية الروسية إن الوزيرين بحثا “الوضع حول التسوية السورية، بما في ذلك مهام التصدي للإرهاب على الأرض، وتنفيذ قرارات لقاء آستانا حول سوريا يومي 14 و15 سبتمبر الحالي، والتحضيرات لجولة جديدة من العملية السياسية في جنيف”.
إلى ذلك قال ألكسندر لافرينتيف، المبعوث الرئاسي الروسي الخاص إلى سوريا ورئيس الوفد الروسي في مفاوضات آستانا، إن الهدف الرئيسي لروسيا في سوريا هو التصدي للإرهاب.
وأضاف خلال حوار تلفزيوني أمس، أن ما يقوم به الجانب الروسي في سوريا حالياً، “دليل على أننا لا نسعى إلى تحقيق هدف استراتيجي بتثبيت وجودنا في المنطقة”. وكان لافرينتيف توقع في تصريحات عقب لقاء “آستانا6” نهاية قريبة للمجموعات الإرهابية في سوريا، دون أي إشارة إلى مصير القوات الروسية هناك بعد انتهاء العمليات ضد “داعش” و”جبهة النصرة”.
يذكر أن موسكو تمكنت من توقيع اتفاقيتين مع نظام الأسد حصلت بموجبهما على قاعدة جوية في مطار حميميم في اللاذقية، وقاعدة بحرية في ميناء طرطوس، وتمنح الاتفاقيتان الجانب الروسي الحق في استخدام القاعدتين لمدة 49 عاماً قابلة للتمديد.
وطن اف ام