دعت صحيفة “ناشينال إنترست” الأمريكية إدارة الرئيس دونالد ترامب ما أسمته “إعلان النصر” في سوريا وسحب القوات الأمريكية بشكل نهائي من هناك؛ معللة ذلك بأن المهمة التي جاءت من أجلها قد أُنجزت، وهي القضاء على تنظيم الدولة.
وفي مقال للكاتب دوغ باندو، أوضح أنه عندما سُئل ترامب عن سوريا مؤخراً، أجاب بأن كل شيء متعلق بتنظيم الدولة، مشيراً إلى أن “القوات الأمريكية ذهبت إلى هناك لسبب واحد فقط؛ وهو القضاء على الدولة، ومن ثم العودة إلى ديارهم”، لكن مسؤولي ترامب، يقول باندو، يعتقدون أن تدخُّل أمريكا يتعلق بكل شيء آخر غير تنظيم الدولة.
وتطرَّق الكاتب إلى الخطاب الأخير لوزير الخارجية ريكس تيلرسون، وقال إنه دافع -بشكل لا يدع مجالاً للشك- عن تدخُّل أمريكا في حرب دائمة أخرى، وأن من أسباب استمرار الوجود الأمريكي في سوريا هو رفض “سيطرة نظام الأسد، ومواصلة معاملته الوحشية لشعبه”، وعدم “إتاحة الفرصة لإيران لزيادة تعزيز موقفها في سوريا”.
ويرى الكاتب أنه “من المستبعد أن يتصدى عدد قليل من الجنود الأمريكان لما وصفه مسؤول البنتاغون بأنه قوى متقاربة ذات مصالح متباينة؛ إذ إن الصراع الناتج عن ذلك أمر شنيع، والصراع لا يزال مستمراً برغم دعوات إيقافه”.
وأضاف: “سياسة الإدارة التي تنطوي على التزامات واسعة ومصالح ضئيلة، ومقاتلين متعددين، وموارد غير كافية، وأهداف غير واقعية ومتضاربة، وقوى معادية، وأدنى قدر من الرقابة، ودعم عام مفقود، لا يمكن أن تحقق شيئاً في الاتجاه الصحيح”.
ويجد الكاتب أن “واشنطن قد أخفقت في تحقيق أهدافها بعد القضاء على تنظيم الدولة، واستخدام الأكراد في الحرب، وها هو بشار الأسد ينجو ويستعيد الأراضي، في الوقت الذي لم يكن هناك الكثير من المعتدلين الحقيقيين الذين يمكن تقديمهم كبديل”.
ويذهب دوغ باندو إلى اعتقاد أن زوال ما أُطلق عليه “خلافة داعش” قد أتاح فرصة للرئيس ترامب لإعلان النصر، وعودة الجنود الأمريكيين إلى بلادهم وهم يشعرون بالفخر.
لكنه استدرك قائلاً: “إلا أن ما حدث هو بقاء القوات الأمريكية وتعقيد الأمور أكثر فأكثر، وها هي تركيا الآن تهاجم أصدقاء واشنطن من الأكراد السوريين، إضافة إلى الاشتباكات التي حصلت بين الجنود الأمريكان والمرتزقة الروس، فضلاً عن تراجع حملة السعودية المناهضة لـ(داعش)؛ لانشغالها بحملتها الوحشية في اليمن”، على حد قوله.
وطن اف ام / مواقع