قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منح نظام بشار الأسد وروسيا “رخصة مفتوحة” لمواصلة قصف الأطفال بغاز الكلور، وقصف المستشفيات والجرائم الأخرى.
تصريحات الصحيفة جاءت تعليقاً على كلام لترامب في 22 فبراير الماضي، قال فيه: إن “المصلحة الوحيدة للولايات المتحدة في سوريا، من وجهة نظري، هي التخلص من داعش وعودة القوات إلى ديارها”.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها، أنه على الرغم من مرور 30 يوماً على قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار، فإن القوات الروسية والسورية تواصل قصفها بلا هوداة في أكثر الهجمات الدموية وأشدها وحشية.
وذكرت أن تلك القوات تسعى إلى السيطرة على الغوطة الشرقية بطرد مقاتلي الثوار، مشيرة إلى حصار قرابة 400 ألف مدني منذ 2013.
وأشارت “واشنطن بوست” إلى تقارير تؤكد استهداف المستشفيات والمدارس واستخدام غاز الكلور، واصفة إياه بـ”جرائم حرب”.
وفي تعليق على قبول نظام الأسد وروسيا لهدنة تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية، قالت إنه تأكيد آخر أن نظام الأسد وروسيا “لا يرغبان بتنفيذ أية من قرارات الأمم المتحدة”.
ورغم استمرار القصف فإن الصحيفة ترى أن “هناك أملاً بألَّا يستمر إفلات نظام الأسد من العقاب”، فمنذ 2011 قامت لجنة تابعة للأمم المتحدة بجمع الأدلة على جرائم الحرب في سوريا لعرضها على مجلس حقوق الإنسان.
وتضمن تقريرها الأخير، الذي يغطي الفترة من يوليو حتى يناير الماضيين، تفاصيل “مروعة” حول القصف الذي تتعرض له الغوطة الشرقية من قبل قوات الأسد وروسيا.
ويقول التقرير إنه إضافة إلى جريمة الحصار الذي تعيشه الغوطة، فإن جرائم الحرب الأخرى منتشرة، بما في ذلك استخدام الأسلحة المحظورة، والهجمات ضد الأهداف المدنية، والتجويع الذي يؤدي إلى سوء التغذية الحاد، والحرمان الروتيني من عمليات إجلاء المرضى.
وأشار إلى أنه “في الثامن من نوفمبر تم قصف ثلاث مدارس من الجو، وقُتل وجرح المئات من العاملين في المجال الطبي خلال غارات جوية، وصارت النساء يلدن في منازلهن”.
ووثق تقرير اللجنة التابعة للأمم المتحدة استخدام غاز الكلور ثلاث مرات ضد مقاتلي الثوار، كان آخرها استخدام مبيد آفات يحوي على الفوسفور.
وقالت الصحيفة تعليقاً على التقرير: إنها “فظائع لم تستدع رد ترامب، كما حصل العام الماضي، عندما قصف بالصواريخ المطار الذي انطلقت منه الطائرات التي قصفت خان شيخون بغاز الكلور”.
وبحسب تقرير اللجنة الأممية، فإن القوات الروسية استهدفت المدنيين بما يرقى إلى جرائم حرب؛ ففي الثالث عشر من نوفمبر الماضي شوهدت طائرة روسية تقوم بسلسلة ضربات جوية على السوق الرئيسية ومنازل في بلدة الأتارب بمحافظة حلب، ما أدى إلى مقتل 84 شخصاً على الأقل، بينهم ست نساء وخمسة أطفال.
وطن اف ام / صحف