كشفت صحيفة التايمز البريطانية عن أن أكاديميين بريطانيين كبار يقومون بنشر معلومات مضللة مؤيدة لبشار الأسد، ويروجون لإشاعات أطلقتها روسيا بشأن تورط بريطانيا في فبركة هجوم كيميائي بسوريا.
وقالت الصحيفة إن الأكاديميين هم مؤسسو مجموعة أطلقوا عليها “مجموعة العمل حول سوريا، للدعاية والاعلام (SPM)” ويشغلون وظائف في جامعات بريطانية منها إدنبرة، وشيفيلد، ولستر.
وذكرت أن “أعضاء المجموعة التي تضم 4 أساتذة نشروا المزاعم التي كررها السفير الروسي في بريطانيا بأن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) فبركوا مقطع فيديو لاتهام الأسد بارتكاب هجمات(كيميائية) بدعم من الكرملين”.
وبحسب الصحيفة، تضم مجموعة العمل أيضا مستشارين من بينهم أمريكي الجنسية كذّب الرواية الأمريكية بشأن أحداث سبتمبر 2001، واعتبرها مؤامرة، وآخر استرالي الجنسية يؤمن بأن وكالة الاستخبارات الأمريكية هي وراء الهجوم الكيميائي الآخير بدوما.
وقالت الصحيفة البريطانية إن أحد أعضاء مجموعة العمل ويدعى تيم هايوارد، استاذ النظرية السياسية البيئية بجامعة إدنبرة، أعاد نشر تغريدة على “تويتر” حول هجوم في الغوطة الشرقية، مفادها أن “أصحاب الخوذ البيضاء والفصائل الإرهابية فبركوا أحداثًا كاذبة واختطفوا وخدّروا أطفالًا لاستخدامهم كأدلة على مزاعمهم”.
وورد في التغريدة أيضًا أن “شهادات المدنيين والمسؤولين في الغوطة تثير تساؤلات مزعجة جدًا”.
ونشر البروفيسور هايوارد مقالًا في مدونته لزميله باول مكيج، وهو أستاذ علم الأوبئة الوراثية والوراثة الإحصائية، زعم فيه أن احتمالية استخدام الأسد لأسلحة كيميائية “صفر”، واستخدم “حساب التفاضل والتكامل” لتقييم الدليل.
كما استخدام هايوارد هاشتاج Syriahoax# ويعني خدعة سورية عند حديثه عن الهجمات الكيميائية، ليروّج أن هجمات سوريا الكيميائية خدعة لا أساس لها، وتم تداول هذا الوسم بشكل كبير في الولايات المتحدة من قبل شخصيات في حركة “اليمين البديل” التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض وتدافع عنه.
أما الأكاديمي الأمريكي مارك كريسبين ميلر، الذي قيل إنه وصف رواية الحكومة الأمريكية لهجمات 11 سبتمبر بأنها “نظرية مؤامرة” ، فهو عضو في المجلس الاستشاري لمجموعة العمل (SPM).
“ديفيد بلاكال” الأكاديمي الاسترالي هو عضو آخر في مجلس ادارة المجموعة، كتب في تغريدة على تويتر: ” وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي اي ايه” فبركت هجوم الغاز (بدوما) كذريعة للتصعيد في سوريا”.
عضو آخر في المجموعة هو بيرز روبينسون، بروفسور السياسية والمجتمع والصحافة السياسية بجامعة شيفيلد نشر منشورًا لابنة هارولد بيلي الدبلوماسي البريطاني الراحل، يدعو لاستهداف “الخوذ البيضاء بسوريا”، ويقول عنهم بأنهم إرهابيين، ويجب أن يكونوا “هدفًا مشروعًا” لقوات الأسد.
وقال تارا ماكورماك، عضو آخر في مجموعة العمل ومحاضر في العلاقات الدولية بجامعة لستر، قال إن “من الحقائق الثابتة أن ذوي الخوذ البيضاء(الدفاع المدني السوري) هم بالأساس من (تنظيم) القاعدة .
ويشار أن أول مادة إعلامية نشرتها مجموعة العمل حول سوريا، الدعاية والإعلام (SPM) كانت بعنوان “شكوك حول نوفيتشوك” وهي المادة السامة المشلة للأعصاب، التي اتهمت بريطانيا روسيا باستخدامها أثناء محاولة اغتيال العميل المزدوج سيرغي سكريبال.
وأثارت مجموعة العمل التساؤلات والشكوك حول ما إذا كانت المادة موجودة أساسًا لدى روسيا.
وقال البروفيسور روبنسون، عضو SPM، لصحيفة التايمز: “كل ما أقوله وأكتبه يمكنني الدفاع عنه على أساس بحث حسن النية والاعتبار الواجب للأدلة المتاحة”.
ورفضت جامعة شيفيلد التعليق قائلة إنها تحتاج إلى مزيد من الوقت للنظر في المسائل المثارة.
وقالت جامعة إدنبره: “نحن ندرك ونحرص على الأهمية الأساسية لحرية التعبير، ونسعى إلى تعزيز ثقافة تمكنها من أن تتم في إطار من الاحترام المتبادل”، وفق الصحيفة ذاتها.
وفجر أمس السبت، شنت واشنطن وباريس ولندن ضربات عسكرية على أهداف لنظام الأسد، ردا على استشهاد عشرات المدنيين وإصابة مئات آخرين بحالات اختناق، السبت الماضي، جراء هجوم كيميائي شنته قوات الأسد بدعم روسي إيراني على دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وطن اف ام / صحف