اعتبر بشار الأسد أن لا أحد من الشعب السوري طالب برحيله عن السلطة طيلة السنوات الماضية، وذلك في أحدث ظهور له خلال مقابلة مع صحيفة فرنسية.
وقال بشار في المقابلة التي نشرت صحيفة “باري ماتش” الفرنسية، مقتطفات منها الأربعاء 28 تشرين الثاني إنه لم يفكر خلال الحرب أن يرحل أو يذهب للمنفى، لأن هذا الخيار لم يكن صادرا عن الشعب.
وزعم بشار إن مطلب رحيله عن السلطة في سوريا تم طرحه فقط من قبل “مسؤولين غربيين”.
وأضاف أن “هذا الطرح بالنسبة لي غير موجود، لا يعنيني في الحقيقة لا يمكن أن أفكر بهذا الخيار إلا إذا كان صادراً عن الشعب السوري، وعندما أقول الشعب السوري فأنا أقصد الأغلبية”.
ولم ينف بشار خلال المقابلة مطالبة فئة من السوريين برحيله، لكنه وصف تلك الفئة بـ”الأقلية الإرهابية أو أقلية مُصنّعة سياسياً في أجهزة المخابرات الأجنبية أو أقلية من الذين تظاهروا لأن قطر دفعت لهم أموالاً”.
وسخر من الحديث عن مقتل زعيم تنظيم داعش البغدادي، واعتبر الأمر مضحكا، ومجرد “كوميديا” أمريكية وفق وصفه.
وأجاب عند سؤاله عن ما إذا كان أعطى معلومات للأمريكيين ساهمت في تحديد مكان البغدادي والقضاء عليه، لا سيما أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ذكر سوريا من بين البلدان، التي شكرها بعد مقتل البغدادي، قال بشار : “هذا السؤال يضحكني كلما سمعته. الأهم من ذلك هو معرفة ما إذا كان قد قتل فعلا”.
وأضاف الأسد ردا على سؤال “ما الذي دفع ترامب إلى شكركم إذن؟” بالقول: “إنها إحدى نكته”.
وعن مساعدة روسيا وإيران له في محاربة السوريين قال الأسد: “لسنا قوة عظمى، ولكننا نواجه البلدان الأكثر قوة وغنى في العالم”، وأضاف: “بالتأكيد، دعم أصدقائنا ساهم في التقليل من الخسائر وساعدنا في استرجاع أراض”.
وتجنب بشار الإجابة بنعم أو لا على سؤال الصحفي الفرنسي حول إمكانية التقسيم مكتفيا القول: “تبقى سؤالا افتراضيا، فأحيانا من الصعب التنبؤ بنتيجة مباراة تنس بها لاعبان فقط، فما بالك بمباراة بها عشرات اللاعبين ومئات آلاف المقاتلين؟”.
وعن الاحتجاجات الشعبية المناهضة للانظمة في لبنان والعراق وإيران قال بشار إن المظاهرات “تخرج تحت عناوين الكرامة والحرية وغيرها” يمكن أن تكون أقنعة جميلة ولكن ما خلفها قبيح”.
وانتقد بشار إعادة تركيا مسلحي تنظيم داعش الأسرى إلى بلادهم معتبرا أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يتصرف بطريقة لا أخلاقية عندما يعيد السجناء إلى بلادهم وهو يعلم أنهم إرهابيون.
يذكر أن هذا سادس ظهور لبشار الأسد على الإعلام المحلي والغربي، خلال أسابيع، وذلك في تحوّل غريب بعد أن كان يظهر بشكل قليل وبين فترات طويلة.
