الرقةمقالات

مراد يتكين – تركيا لم تستطع إقناعهم بضرورة مشاركتها بمعركة الرقة؟! (مترجم )

من بعد ما تمت دعوة رؤساء أركان روسيا وأميركا من قبل رئيس الأركان التركي خلوصي اكار تم اللقاء بينهم في مدينة انطاليا وتم الحديث عن الملف السوري والعراقي.

ولم يكن للولايات المتحدة ولا لروسيا دعوات لعقد اجتماع لأن الطرف الذي يرغب في قبول أطروحته هي تركيا.  

وحتى أنه لم يكن من صالح الولايات المتحدة عقد اجتماع على هذا المستوى مع روسيا من أجل البحث في الملف السوري ولكن وبسبب تأثير الصداقة بين رئيس الأركان الأميركية جوزيف دونفورد ونظيره التركي خلوصي أكار لم يريد دونفورد أأن يرفض الدعوة.

وبالمثل أيضاً أراد رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف أن يحضر الاجتماع الذي يضم دولتين من حلف الشمال الأطلسي أولهما هي المنافسة لهم وثانيهما تركيا صاحبة الدعوة لكي يستمع إلى الخطة التركية تجاه عملية الرقة بغض النظر عن عدم رغبته برفض طلب رئيس الأركان التركي.

وتم تسريب خطة تركيا على عدة أيام من قبل الصحافة وكانت على الشكل التالي

أن تقوم الولايات المتحدة بالتفريق بين عناصر الوحدات التي انشأتها ودعمتها وهي عناصر جيش سوريا الديمقراطي.

أن يتم توقيف الدعم عن عناصر جيش سوريا الديمقراطية الذين ينتمون إلى “يي بي كي”

أن يتم توحيد العناصر العرب المتواجدين في جيش سوريا الديمقراطي مع عناصر الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا وأن يتم إعادة تأهيل الجميع من أجل أن يقوموا بتحرير الرقة مع الدعم التركي والأميركي.

أن يتم انشاء إدارة حكم في الرقة والتي هي في الأساس تحوي على سكان عرب فقط من قبل المعارضة المعتدلة وأن يتم نقل هذا النموذج في الحكم إلى سوريا الجديدة.

وبالأكيد أن يتم إفراغ منبج وما حولها من عناصر “يي بي كي” بالكامل

وعندما خرج وزير الخارجية جاويش أوغلو في 2 من آذار مخاطباً الولايات المتحدة بلهجة حاسمة بقوله أن الجيش التركي سوف يذهب إلى منبج وإذا ما رأى عناصر “يي بي كي” سيطلق النار عليهم أتى الرد في اليوم الثاني من روسيا.

فقد أعلن رئيس الأركان الروسي غيراسيموف في 3 من آذار عن انسحاب قوات “يي بي كي” من منبج تاركة المنطقة لقوات النظام أي روسيا للسيطرة عليها.

أي أنها عملت أولا على نزع سلاح المعارضة ومن ثم على إحباط صفقة نقل البلاد الى الإدارة الجديدة.

وفي اليوم التالي تم نشر صور مزيفة لقوات سورية الديمقراطية مع القوات الروسية الخاصة تشبه بالضبط تلك الوضعيات المزيفة التي أخذتها القوات الخاصة الأميركية مع قوات “يي بي كي”.

أي أن الولايات المتحدة أخذت شمال وشرق منبج وروسيا أخذت غربها وجنوبها لحماية عناصر “يي بي كي” من تركيا.

أما بالنسبة لرئيس الأركان آكار كان يريد من الولايات المتحدة وروسيا أن ترمي جميع ما أعدوه في القمامة وان يقوموا بدعم خطة تركيا.

ووفقاً لما تم تسريبه من الكواليس الديبلوماسية في أنقرة أنه عندما اتضح أنه لم ينظر دونفورد بحرارة نحو الخطة التركية انحنى غيراسيموف نحو أكار وأضاف بما يشبه المزح أنه لا يمكن التأكد من الادعاءات التركية عندما يحين موعد خروجها من تركيا.

وفي الـ 10 من آذار أي بعد اجتماع انطاليا بيومين قدم نظام الأسد الذي يدين لروسيا بوجوده إلى الان شكوة إلى الأمم المتحدة ضد تركيا وأراد أن يتم إخراجها من أراضيه.

وفي 9-10 من آذار قام الرئيس أردوغان بالتوقيع على سلسلة من الاتفاقيات مع الرئيس بوتن في موسكو.

وبنفس اليوم تم بث تصريحات من الولايات المتحدة أولهما أن الخارجية الأميركية سوف تستمر بالعمل مع “يي بي كي” وأنها لا ترى فيها تنظيم إرهابي يشبه تنظيم “بي كي كي”.

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية عن شحنها لوحدات مدفعية لأربعمئة شخص وكانت هذه أول شحنة تحوي على أسلحة ثقيلة تشحنها الولايات المتحدة إلى سوريا.

وباختصار يبدو أنه لم تستطع تركيا أن تقنع الولايات المتحدة ولا روسيا بأن يتم تنحية قوات “يي بي كي” في المعركة ضد تنظيم داعش ومتابعة العمل عوضاً عنهم مع تركيا وما تدعمه من قوات المعارضة السورية.

وهل أتى رد من الولايات المتحدة أو من روسيا على الاقتراح التركي منذ اجتماع أنطاليا إلى اليوم؟

ووفقاً لمصدر رسمي تحدثت معه البارحة قال “لا لم يأتي بعد” وأضاف “لسوء الحظ فإن الوضع لم يكن لديه أثر إيجابي وهذا يجعل من احتمالية ذهابنا إلى الرقة تضعف”.  

وبحسب مصادر ديبلوماسية عدا عن الخطة التي أعدتها أنقرة لم يتم إعطاء تركيا أي دور في كل السناريوهات المعدة لعملية الرقة.

ويبدو أن هذه السيناريوهات صممت لكي تكون الولايات المتحدة وروسيا ضد بعضهم البعض وأنه سيتم توضيحها بحسب الموقع الذي سيكون عليه نظام الأسد.

ونستطيع أن نقول أيضاً أنه ليس هنالك أي سيناريو يحوي على تسليم الرقة لعناصر “يي بي كي”.

ومن المتوقع أن يكون دور “يي بي كي” هو محاصرة المدينة ومحاربة تنظيم داعش بشكل مباشر.  

المصدر : حريات ، ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى