حلبمقالات

فيكرت بيلا – امتحان الولايات المتحدة في “الباب”

سلمت الولايات المتحدة شحنة الأسلحة التي تم نقلها إلى كوباني عن طريق طائراتها إلى وحدات حماية الشعب الكردية.

وتم إحضار الأسلحة عن طريق طائرتين أمريكيتين من خلال 8 طلعات جوية وتم نشر صور للطائرات الأميركية وكانت هذه المعلومات موجودة لدى أنقرة.

وعندما نقل الرئيس رجب طيب اردوغان هذه المعلومات لنائب الرئيس الأميركي كان رد الأخير “ليس لدي أي معلومات عن ذلك ” ولكن وزير الدفاع الأميركي كارتر قد أكد الخبر حين صرح أن إرسال الأسلحة إلى وحدات حماية الشعب الكردية سوف يستمر ، وفي الأساس إن الولايات المتحدة تلعب دوراً واضحاً في تسليح وحدات الحماية الكردية .

وقد أوضح الرئيس أردوغان في الاجتماعات التي عقدت في نيويورك بوجود اختلاف خطير في وجهات النظر بين الولايات المتحدة وتركيا بخصوص هذا الموضوع.

ولكن ما الذي سيفعله “بي يي دي” بهذا السلاح ؟

إن الولايات المتحدة تخطط لتنظيف مدينة الرقة من تنظيم داعش عن طريق زحف قوات “بي يي دي” على الأرض وأعلنت تركيا أنه لن يكون لها مكاناً بعملية كهذه ولم تزل الولايات المتحدة تعلن تفضيلها لوجود وحدات الحماية الكردية في الجبهة وبحسب السياسة التركية ينظر إلى إصرار الولايات المتحدة على إدخال تنظيم “بي يي دي ” في معركة الرقة على أنه تطور سينتج عنه إعادة النظر في التحالف والعلاقات الثنائية بين البلدين.

امتحان ما قبل الرقة

هناك مكان تريد فيه تركيا امتحان الولايات المتحدة أيضاً ألا وهو “الباب”

تحاول القوات المسلحة التركية الآن العمل على توجيه الجيش السوري الحر الذي تدعمه إلى منطقة “الباب”، ومنطقة “الباب” هي تحت سيطرة تنظيم داعش.

لكي تحافظ تركيا على أمن حدودها وتمنع التنظيمات الكردية “بي يي دي” و “بي كي كي” من إنشاء جبهة على الخط الحدودي هي مهتمة جداً بالسيطرة على منطقة الباب.

ومن طرف آخر تحاول التنظيمات الكردية فتح ممر جنوبي لها عن طريق منطقة الباب ومنبج من بعد ما تمت السيطرة على جرابلس من قبل القوات المسلحة التركية وقوات الجيش السوري الحر.

ولهذا يتم التخطيط لإخراج تنظيم داعش من منطقة الباب عن طريق الدعم الأميركي ومن بعدها يتم إتمام وصل الممر الكردي الجنوبي.

تركيا ستختبر الولايات المتحدة في منطقة الباب فإذا كان السلاح الذي تم إنزاله في كوباني سيتم توجيهه من قبل وحدات الحماية الكردية نحو منطقة الباب سيكون عندها من الواضح إن إنشاء الممر الكردي الجنوبي من ضمن المشروع الأميركي، وأنقرة تعتقد أن الولايات المتحدة تقوم باتباع سياسة “ازدواجية “حيال هذا الأمر.

هل ستفعلها القوات المسلحة التركية

تم توجيه قوات الجيش السوري الحر بدعم تركي نحو الجنوب عبر منطقة الراعي من بعد ما تم تحرير جرابلس ويحاول الآن الوصول إلى منطقة الباب.

ولكن في الحقيقة أن الجيش السوري الحر يسيطر بشكل بطيء جداً وفي بعض المرات يقوم بخسارة بعض المناطق التي حررها من تنظيم داعش حيث يعود التنظيم للسيطرة عليها من جديد فيحاول الجيش السوري الحر من تحريرها مرة أخرى وكأنما الأمر يشبه مسيرة الفرقة العسكرية.

وبحسب خبراء عسكريين أن العملية التي سيسطر بها الجيش السوري الحر على منطقة الباب ويخرج بها تنظيم داعش من المنطقة سوف تأخذ وقتاً طويلاً كما أن فرصة بقاء المنطقة محمية تحت سيطرته ضئيلة جداً.

وبالاستفادة من هذا تقوم الولايات المتحدة بتوجيه وحدات الحماية الكردية مما يجعل تركيا تأخذ خطوة جديدة في عملية درع الفرات ، والسؤال المطروح الآن إنه إذا لم يستطع الجيش السوري الحر من فعلها فهل ستكون القوات التركية المسلحة هي من سينفذ العملية في الباب.

وتعتبر سيطرة القوات المسلحة التركية أو قوات الجيش السوري الحر ذو الدعم التركي ضرورية جداً من أجل المنطقة الآمنة التي خططت لها تركيا ومن أجل منع التنظيمات الكردية من إيجاد ممرها الجنوبي لذلك جهزت تركيا نفسها لجميع الاحتمالات العسكرية.

تركيا ليست بتنظيم

تركيا ليست بالدولة التي ظهرت حديثاً إلى ساحة التاريخ وليست دولة إحياء فقيرة ، وتعتبر من أقدم بلدان العالم التي يحكمها نظام الدولة.

ولذلك عندما تقوم الولايات المتحدة بوضع الجمهورية التركية مع تنظيمات الأكراد أو أي تنظيم إرهابي آخر على كفتي ميزان لتقوم بالعمل على القياس بينهما هي ترتكب خطأ كبير ليس من أجل اليوم فقط بل من أجل المستقبل أيضاً .

تركيا لا تستطيع القبول بمعاملة مثل هذه ولن تقبل ويجب على الولايات المتحدة أن لا تنسى أن تركيا ليست أحد التنظيمات الإرهابية.

المصدر : صحيفة حريات ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى