حلبمقالات

برهان الدين دوران – ماذا إذا سقطت حلب ؟! (مترجم)

في الوقت الذي يحاول به الرئيس الأميركي الجديد إعادة تشكيل الوزارات الجديدة تبذل روسيا جهوداً مكثفة من أجل إسقاط حلب عن طريق تكثيف قصفها الغير إنساني الذي أودى بحياة الآلاف من المدنيين الأبرياء حيث تنفذ الآن مجزرة في حلب الشرقية مماثلة للمجزرة التي حدثت في مدينة غروزني الشيشانية.

فسياسة إدارة أوباما حول الحرب السورية كانت بجعل روسيا لاعب رئيسي غير مرغوب فيه ولكن النتائج التي توقعت تحدث الآن والولايات المتحدة ومنذ مدة قطعت الدعم عن المعارضة المعتدلة وتمنع وصول المساعدات من دول الخليج.

وإلى الآن لم يتوقع كيف ستكون سياسة المتقاعد العسكري الذي عينه ترامب وزيراً للدفاع وهنالك احتمالين أولهما أن تخضع الفصائل التي تصنف على أنها ذات تفكير “إسلامي راديكالي” للمتابعة وبالأخص تلك التي كانت في السابق ذات نهج “جهادي متطرف” فضلاً عن احتمال اعتبار الأسد أحد المخاطبين في محاربة الإرهاب، أما الاحتمال الثاني هو تغير التوازن في سوريا بقلب الكفة لصالح روسيا.

ولمعرفة ذلك نحتاج إلى شهرين آخرين ويلاحظ أنه من الصعب أن تصمد حلب خلال فترة طويلة مثل هذه.

هنالك العديد من فصائل المعارضة المعتدلة التي تخلت عنهم الولايات المتحدة يلتقون بالوفد الروسي في أنقرة آملين بالتوصل إلى اتفاق لضمان نهاية الحصار في حلب ولكن الذي يفهم من القصف الروسي العنيف من أجل تقدم قوات نظام الأسد أنهم يريدون إنهاء وجود مناطق تسيطر عليها المعارضة في حلب.

وما قالته روسيا في السابق لتركيا تقوله الآن بشكل مباشر للممثلين عن المعارضة حيث أنها تنصح بإخلاء مدينة حلب والانسحاب نحو ادلب ولكن المعارضة ترى خلافاً لذلك أن القوات التي ستدخل حلب ستستمر في مجازرها تجاه المدنيين وحيث دعا مجلس الأمن في اجتماعه الطارئ من أجل حلب إلى عدم تحول مدينة حلب إلى مقبرة جماعية هائلة.

أما بالنسبة لتركيا فهي أكثر الدول التي تظهر اهتمامها بعدم سقوط مدينة حلب حيث أجرى الرئيس أردوغان عدة اتصالات بالرئيس بوتين للبحث عن مخرج لمنع حدوث دراما إنسانية في المدينة.

عملية درع الفرات التي هي على وشك السيطرة على مدينة الباب من أجل إنشاء المنطقة الآمنة التي تهدف لها تركيا وصلت إلى مرحلة من شأنها أن تخلق توتراً مع جهات فاعلة على الأرض غير تنظيم داعش فلا الولايات المتحدة ولا روسيا تريد لعناصر الجيش السوري الحر السيطرة على مدينة الباب.

أما فيما سيحدث لتنظيم “بي يي دي” الكردي ففي آخر اجتماع لمجلس الأمن القومي في أنقرة نوقش أنه إذا ما أردنا تنظيف عفرين ومنبج وسنجار من عناصر التنظيمات الكردية “بي يي دي” و “بي كي كي” فيجب علينا أولاً إقناع الولايات المتحدة وروسيا بذلك عدا عن أن روسيا لا تريد في الوقت الحالي إطلاق رصاصة واحدة تجاه عناصر “بي يي دي” في عفرين أما الولايات المتحدة فلم تتخذ أي خطوة بعد فيما وعدت به عن خروج تنظيم “يي بي غي” من منبج ، ونظام الأسد مع الوقت يزداد قوةً حيث يهدف إلى الدخول في مرحلة مهمة مع سقوط مدينة حلب وأن يكون له فرصة في السيطرة على جميع المدن الكبيرة في البلاد فعلى الرغم من مواصلة قوات المعارضة نضالها ضد النظام في الجبهة الشمالية وادلب وريف حمص وحماه لكنها ستكون في موقف ضعيف على طاولة الحوار من أجل السلام بالطبع مع إضافة الجبهة الجنوبية التي تسيطر الأردن على الوزن فيها ،ولكنها ليست بتلك الأهمية في رسم المستقبل السوري وبهذا يكون نظام الأسد قد ترك تصفية حسابه مع تنظيم “بي يي دي” للمرحلة الأخيرة .

وحتى ولو سقطت مدينة حلب فينبغي عدم توقع ترك المعارضة السورية التي تقاتل النظام منذ ست سنوات نضالها في مواصلة الحرب فمن المحتمل أن تتحول الفصائل المعارضة إلى حرب العصابات بدلاً من حرب السيطرة على المساحات متخذة من الأرياف قاعدة لها وهذه المرحلة الجديدة ستشكل خطر لنظام الأسد لا يمكن أن ينهيه عن طريق القصف الجوي ومن الممكن أن تنجر الحرب الداخلية إلى شكل جديد يكون أكثر دموية وبالإضافة إلى ذلك في حال سقوط حلب سيكون من المهم جداً تحصين المنطقة الآمنة التي نشأت عن عملية درع الفرات.

المصدر : صباح التركية ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى