حلبدمشقمقالات

عبد القادر سيلفي – كيف عرقلت إيران اتفاق وقف إطلاق النار في حلب ؟ ( مترجم )

هناك فاجعة إنسانية تعاش في مدينة حلب وتبذل تركيا جهداً كبيراً كي لا تكون حلب حلبجة جديدة حيث قتل صدام حسين في مدينة حلبجة 5 آلاف شخص من بينهم أطفال ونساء بالسلاح الكيماوي والآن يعاش مأساة إنسانية أخرى في مدينة حلب حيث فقد 4300 مدني حياتهم وذلك لكي يسيطر نظام الأسد على شرق مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة ولكن المأساة الأهم هي المجازر التي يرتكبها في المدينة.

أجرى الرئيس أردوغان 4 اتصالات هاتفية مع بوتن من أجل وقف إطلاق النار في حلب وإخراج المدنيين منها أما عن المرة الرابعة فقد أجري الاتصال البارحة مساءً.

اتفقت روسيا وتركيا على إخراج المدنيين والمعارضة التي تقاوم بالأسلحة الخفيفة من المدينة وأعلن وقف إطلاق النار في يوم الثلاثاء 13 كانون الثاني ولكن إيران رفضت وقف إطلاق النار لذلك لم يدخل حيز التنفيذ واضطرت الحافلات التي أرسلت لإجلاء المدنيين إلى العودة على الرغم من اقترابها من المدنيين بمسافة 1 كيلو متر وضرب 17 صاروخ على المدينة في ليلة اعلان وقف اطلاق النار والبارحة قصفت ثلاث أماكن وبسبب تقديم إيران لعرضها الفارسي لم يرى وقف إطلاق النار الحياة.

فبعد أن تم الوصول إلى اتفاق وقف النار مع روسيا حالت إيران التي تدعي أنها دولة إسلامية من دخوله حيز التنفيذ ويقولون أنهم يؤمنون بنفس الرسول والكتاب والعقيدة الدينية التي نؤمن بها ؟

وحين استطعنا أن نتفق مع بوتن على وقف مجازر القتل التي تجري بحق المدنيين المسلمين في حلب لم يقبل الإمام الخامنئي بذلك.

تعتقد ايران أن أمن طهران يبدأ من دمشق ومن الممكن تفهم أمن إيران القومي ولكن من غير معقول أبدا توضيح سبب هذه المجازر بحق المدنيين.

استطاع النظام المدعوم من روسيا وإيران الاستيلاء على مدينة حلب وإيران تريد إعطاء المعارضة درساً عن طريق قتلهم ولكن هي تقتل الأبرياء من المدنيين فبحسب المعلومات التي وردتنا فقد كانت الميليشيات الشيعية التابعة لإيران تحضر لمجزرة كبيرة في حلب.

منذ شهر اتفقت تركيا مع روسيا على المبادئ من أجل ضمان وقف إطلاق النار في حلب ولكن إيران عملت على عرقلة الاتفاق وإطالة تنفيذ وقف إطلاق النار وكانت تركيا قد توصلت إلى الاتفاق مع روسيا على وقف إطلاق النار حيث كان الاتفاق يحوي على ثلاثة بنود :  

1 خروج المدنيين والمعارضة ذات السلاح الخفيف من المدينة

2 تجريد المعارضة من السلاح الثقيل

3 ستعمل المعارضة على ضمان سلامة المدنيين داخل المخيمات التي ستقام من أجلهم في مدينة ادلب

كلٌ لديه حسابه حيث أرادت روسيا التي هي الطرف الثاني في الاتفاق مع تركيا أن تحافظ على تعزيز دورها في النظام أما إيران اقامت حساباتها على الحفاظ على سيطرتها على النظام وأنها تريد أن تكون طرفاً ثالثاً في التوقيع على الاتفاق وبسبب معارضة إيران للاتفاق أصبح وقف إطلاق النار يقف على أرضية هشة أما بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية فتحاول تعطيل الدور الروسي والإيراني كي تجلس المعارضة مع النظام مباشرة على طاولة الحوار والمعارضة لا تقبل بذلك.

يتوقع وصول أول دفعة من نساء وأطفال حلب تعدادها 22 ألف ومن المنتظر أن يزيد هذا العدد إلى أن يصل إلى 62 ألف شخص وقامت منظمة “أفاد” التركية بالتحضير لاستقبال 80 ألف شخص.

لا يعتقد أن المدنيين الذين تم إخراجهم من حلب سيتم إحضارهم إلى تركيا فمن المقرر استقبالهم في مدينة ادلب على الأراضي السورية.

وفقاً لتقرير الأمم المتحدة فقد قامت الميليشيات الشيعية ونظام الأسد بمذابح في مدينة حلب وهناك مصابين أيضاً ولو لم تتم عملية الإخلاء كان يخشى أن يقتل الأطفال وأمهاتهم على أيدي هذه الميليشيات ونظام الأسد والصرخات ترتفع من أجل حلب وهذه الصرخات تذكرنا بالطفل إيلان الذي وجد على سواحل البحر المتوسط ولكن الإحساس قد مات عند البشرية.

وكما قال الرئيس أردوغان البارحة “أن الذي يموت في حلب هو بقايا الإنسانية”.

فهنالك ثورة ضد موت الإحساس فصوت حلب هو صوت الإنسانية.

المصدر : صحيفة حريات ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى