أجبرت الظروف بعض الأطفال على ترك منازلهم ومدارسهم، والتسول في طرقات المدن الآمنة، خالد أو كما يلقب ” أبو عذاب ” طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات، نزح هو وأخوه من حلب منذ قرابة السنة، فقدوا عائلتهم بسبب الحرب، وعملهم الوحيد هو التسول في شوارع مدينة اللاذقية واستجداء عطف أهالي المدينة من خلال شعرهم الأشعث، وملابسهم الرثة، وبشرتهم داكنة بسبب أشعة الشمس، وأقدامهم الحافية المتخشبة لا حذاء يحميها من حرارة الأرض، أو مطر الشتاء، يفترشون الأرض عند الظهيرة، ويلتحفون السماء، قد يظنهم العابر أنهم أموات على أطراف الطريق.
رأت ناشطة تدعى سمر، وتنحدر من الطائفة العلوية، فتاة مرمية تحت أحد الجسور في مدينة اللاذقية، أكدت الناشطة أنها لم تستطع الاقتراب منها خشية المسائلة القانونية وبقيت ترى الفتاة على هذه الحال أكثر من ستة أيام متواصلة إلى أن اختفت، وعند سؤالها لشرطي المرور عنها، قال إن أحد المنظمات الإنسانية جاءت برفقة دورية أمنية رافقتها إلى مقر المنظمة الكائن في حي الزراعة.
وتؤكد الناشطة أن الفتاة الآن هي بحال جيدة لكنها تعاني أزمات نفسية جراء الظروف الاجتماعية التي كانت تمر بها، وتضيف: هذه الحال هي ليست الأولى التي عاينتها الا ان هناك العديد من الفتيات البالغات ما زلن ينتشرن في شوارع المدينة، وهناك خشية كبيرة لدى السكان من الاقتراب منهن، أو حتى المساعدة لأنهم سيكونون عرضة للمسائلة القانونية، والمعروف لدى السكان من يقوم بها، وماهي تبعاتها من اعتقال وتحقيق.
اعتاد أهالي الحي على رؤية هؤلاء الأطفال في المنطقة، وعند محاولة احد رجال الحي ويلقب بالعكيد قال : تحدثت معهم لكن تحفظهم وخوفهم مني كان واضحاً، ولم أطرح أسئلة عن أهلهم، مسكنهم، عملهم، وكانت الجملة التي قالها أحد الأطفال لرفيقه “ما تقلو شي” وعند سؤالي لخالد هل تشعر بالخوف من أن يتم القاء القبض عليكم بتهمة التسول، لكن خالد رد قائلا: من حسن حظنا ماقدرو يمسكونا ولا مرة، ونحنا سريعين منعرف نتخبى وقت يجو.
مازن طفل يبلغ من العمر 11 عاما، استطاع العكيد أن يحصل منه على بعض المعلومات بعد ان قدم له وجبة من الطعام، وأبرز ما استطاع الحصول عليه من الطفل أنه دخل مركز الأحداث في دمشق مركز الغزالي بعد القاء القبض عليه بتهمة السرقة، وعلى حد قوله حظي الأعثر منعني من الهروب لحظة القاء القبض علي.
مازن دخل بتهمة واحدة هي السرقة، وهو الآن طفل يعاني من صراعات نفسية دائمة، اكتسب الكثير من العادات السيئة على حد قوله بعد دخوله لمركز الغزالي للأحداث، وبعد عدة جلسات بينه و بين المرشدة النفسية تبين أنه يتم استفزازه يومياً من قبل زملائه في المركز لممارسة اللواط فيما بينهم، حيث بات هذا الأمر هاجساً لديه.
المصدر : القدس العربي