حذر الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة من كارثة إنسانية واقتصادية بسبب استمرار الحرائق في منطقة البادية وشرقي سورية، داعيا إلى إجراء تحقيق عاجل في هذه الظاهرة.
وقال الإئتلاف في بيان، الجمعة 21 حزيران، وصل إلى وطن إف إم نسخة منه إن تعدد مناطق الاشتعال بات أمراً مثيراً للشك والريبة، وإن من الضروري إجراء تحقيق عاجل والبحث في الأدلة وشهادات الشهود بشكل واف، مشيرا إلى أن الائتلاف يتابع المسألة ويدفع بشكل جدي باتجاه تشكيل لجنة مستقلة بمشاركة الحكومة السورية المؤقتة للتحقيق في أسباب اندلاع هذه الحرائق وانتشارها، ويؤكد أن أي جهات يثبت تورطها في افتعال هذه الحرائق لن تفلت من العقاب.
وحمل بيان الإئتلاف “سلطات الأمر الواقع” في تلك المناطق (في إشارة للإدارة الذاتية) المسؤولية الأساسية في رفض السماح للجانب التركي والدفاع المدني السوري بالمساعدة في إخماد الحرائق، وتابع البيان أن “الجهات المتنفذة التي تقف خلف هذا (الفعل الإجرامي) تدرك بالضبط أن ما تفعله استهداف لجميع مكونات الشعب السوري وتهديد للأمن الغذائي للبلاد ومساهمة في تجويع الناس وزيادة معاناتهم”.
وأكد بيان أن المجتمع الدولي مطالب بمد يد العون للمساعدة في إخماد النيران، ومنع انتشارها، خاصة أنها “تهدد بالقضاء على المحصول الاستراتيجي السوري الأول” وأردف الإئتلاف: “حجم الكارثة كبير واحتراق عشرات آلاف الهكتارات من حقول القمح ترتبت عليه خسائر فادحة، ووضع علامات استفهام حول الأهداف الفعلية لعملية تجويع السوريين وإفقارهم، الأمر الذي يجب على المجتمع الدولي والحكومات المانحة أن تتعامل معه بجدية كاملة، من خلال معاقبة مرتكبي الجرائم، وتعويض المتضررين بالقدر الكافي لمواجهة هذه الكارثة والتعافي من نتائجها”.
وأضاف البيان: “يؤكد الائتلاف أن حرق المحاصيل الزراعية بشكل متعمد هو عمل إجرامي مدان، ويعتبر عملاً إرهابياً وجزءاً من جرائم الحرب التي يتم تنفيذها بحق الشعب السوري”، معتبرا أن “كل هذه الفوضى والخراب الذي تسبب به نظام الأسد وحلفاؤه من سلطة الأمر الواقع و(الميليشيات الإرهابية) ما كان ليقع لو التزم العالم بتعهداته وتحمل مسؤولياته تجاه حفظ السلم والأمن الدوليين.
وارتفعت وتيرة احتراق المحاصيل الزراعية بكثرة هذا العام في مناطق الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، وفي ريف محافظة السويداء جنوبا، وسط شكوك حول افتعال تلك الحرائق.
وقدّرت هيئة الزراعة والاقتصاد التابعة للإدارة الذاتية قيمة الأضرار التي تعرضت لها المحاصيل نتيجة الحرائق بـ 19 مليار ليرة سورية، وكشفت عن خسائر أخرى نتيجة الحرائق بحسب وكالة “هاوار”.