أغلق نظام الأسد المنطقة الساحلية الآمنة نسبيا في وجه مئات العائلات العلوية والمرشدية التي بدأت تهرب من قرى الجيد والكريم بسهل الغاب وجورين وشطحة غرب سهل الغاب خوفا من وصول جيش الفتح إليها بعد إعلانه معركة تحرير ما تبقى من ريف إدلب الغربي.
وشوهدت مئات السيارات تصطف على مسافة تزيد على خمسة كيلومترات عند أول حاجز على مدخل الجبال الساحلية من جهة الغاب وهي تحمل هذه العائلات.
ومما زاد خوف موالي النظام في سهل الغاب تقدم جيش الفتح في الساعات الأولى للمعركة وسيطرته على ثلاث قرى وعدة حواجز عسكرية.
ولم يكن هؤلاء الهاربون من وجه المعارك يعلمون أن النظام الذي دفعوا الغالي والرخيص في سبيله سيغلق المنطقة الساحلية الآمنة نسبيا بوجههم، ويتركهم لمصيرهم المجهول إذا ما وصل جيش الفتح إلى قراهم.
رد الجميل
وأشار فلاح ستيني من قرية جورين ويُدعى أبا مرهج في حديث هاتفي مع الجزيرة نت إلى أنه اضطر للعودة إلى قرية نهر البارد غربي سهل الغاب مع زوجته وأحفاده بعدما منعهم حاجز الأمن العسكري في قرية عين الشرقية من العبور باتجاه مدينة اللاذقية، حيث كان يقصد بيت ابنه فيها.
وأضاف أن أحد أبنائه قد قُتل دفاعا عن النظام في معارك مدينة جسر الشغور، وقال “وها هو النظام يرد لنا الجميل بحرماننا من توفير الأمن لأطفاله”.
وتحدثت إلينا زوجته وكانت تجهش بالبكاء واستطعنا أن نفهم من كلماتها أنها تتساءل إلى أين سيذهبون، حيث إنهم حلوا ضيوفا عند أحد أقاربهم في نهر البارد، ولا يستطيعون المكوث طويلا.
وعاود أبو مرهج الحديث، فأشار إلى أن المساعد أول أبو يعرب مسؤول الحواجز من مدينة جبلة إلى سهل الغاب صرخ بصوت عال بالنازحين المتجمعين عند حاجز قرية عين الشرقية طالبا منهم العودة إلى قراهم والدفاع عنها، ومنع “الإرهابيين” من الوصول إليها، واتهم النازحين بالخيانة لعدم مساندتهم جيش الأسد في صد “عدوان الإسلاميين” عن قرى سهل الغاب في ريف حماة الشمالي.
نزوح وخيام
وتشير الأنباء الواردة من القرى التي تقع على بوابة المنطقة الساحلية إلى أن كثيرا من الفارين من المعارك التي اندلعت الاثنين اتجهوا نحو مدينة حماة، وبعضهم لجأ إلى أقاربه في القرى البعيدة نسبيا عن مواقع المعارك.
وأكد أبو حمزة، وهو إعلامي مرافق لإحدى كتائب جيش الفتح إلى أن عددا من أبناء الطائفة العلوية نصبوا خياما في محيط نهر البارد، بعدما رفض أمن النظام السماح لهم بالوصول إلى المدن الساحلية.
وأشار إلى أن إحدى العائلات توجهت إلى حاجز لجيش الفتح على مدخل مدينة جسر الشغور الجنوبي، وطلبت منه الأمان والسماح لها بالإقامة على طرف المدينة، وقد سمح لها بذلك.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن النظام سمح لعائلات الضباط الكبار بدخول المنطقة الساحلية، ومنع البسطاء والفلاحين من أمثاله وعائلته من الوصول إليها، وقال إن الرجل المرافق للأسرة “شتم الأسد ونظامه وعناصر أمنه ونعتهم بأقذع الأوصاف”.
وكانت قوات النظام قد رفضت السماح للموالين لها الذين فروا من مدينتي إدلب وجسر الشغور عند سيطرة جيش الفتح عليهما قبل شهرين بالوصول إلى مدن الساحل الأمر الذي أدى إلى اعتقال جيش الفتح لعشرات العناصر من الشبيحة.
المصدر : الجزيرة