أخبار سوريةدير الزور

قوات الأسد تبتز النازحين من دير الزور

قال أحد المواطنين السوريين في دير الزور قوات الأسد بالتمهيد لتسليم الأحياء الواقعة تحت سيطرتها بالمدينة إلى تنظيم الدولة. وقال إنها بدأت السماح للمدنيين المقيمين في تلك الأحياء بالنزوح مقابل دفع مبلغ مالي للحصول على الموافقة الأمنية.

سمحت قوات الأسد في دير الزور مؤخرا بخروج مئات العائلات من الأحياء التي تسيطر عليها، وذلك بعد الحصار المفروض عليها، والذي بدأ منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي.

وتمثلت بداية حصار الأحياء الواقعة تحت سيطرة قوات الأسد في دير الزور ، في منع تنظيم الدولة الإسلامية -الذي يسيطر على باقي أجزاء المحافظة منذ نحو عام-  دخول المدنيين والبضائع، وفتح الأبواب للخارجين منها فقط ، لكن النظام عمد إلى منع المدنيين من الخروج بعد نحو شهرين من الحصار، ما جعل نحو أربعمئة ألف مدني يعيشون أوضاعا صعبة في بعض أحياء دير الزور، والتي تدهورت كثيرا بإطالة أمد حصارها.

وقال مجاهد الشامي أحد أعضاء حملة “دير الزور تذبح بصمت” إن غاية الأسد من السماح للمدنيين بالخروج” هي جمع المزيد من المال، مع اشتراطه الحصول على خمسين ألف ليرة سورية (نحو 175 دولارا) من أجل منح الموافقة الأمنية والسماح بالخروج” كما اتهم الأسد بـ”التمهيد لتسليم ما تبقى من أحياء المدينة لتنظيم الدولة عبر هذه الخطوة”.

وأوضح الشامي للجزيرة نت أن نحو 25 عائلة “تخرج يومياً عبر طريق عياش فقط، وتمشي بعدها مسافة سبعة كيلومترات تقريباً للوصول إلى الريف الغربي الذي يسيطر عليه تنظيم الدولة” مشيراً إلى تعرض المدنيين لمضايقات من قبل الحاجز الأول لتنظيم الدولة، وحدوث حالات اعتقال وضرب للعديد من الخارجين من المناطق المحاصرة، بينهم نساء.

وأضاف أن القيادة العسكرية لقوات الأسد في دير الزور “نفذت تهديدها الذي أطلقه محمد خضور قائد عمليات قوات الأسد في المنطقة، وعمدت إلى الاستيلاء على منازل المدنيين الذين غادروها، لتقطن فيها العائلات التي ينتسب أبناؤها إلى مليشيا الدفاع الوطني”.

من جهته، أكد مصدر مقرب من قوات الأسد بدير الزور رفض ذكر اسمه، خروج ستمئة عائلة حتى الآن، وأن الأعداد “قلت بشكل ملحوظ خلال اليومين الماضيين، بعد حدوث حالات اعتقال وضرب من قبل عناصر التنظيم لدى استقبالهم للمدنيين الخارجين، كما امتنع العديد من المدنيين الذين حصلوا على الموافقة الأمنية للخروج عن مغادرة منازلهم خشية تعرضهم للضرب أو الاعتقال”.

وذكر المصدر أن الأعداد بالأيام الأولى كانت تتراوح ما بين خمسين وستين عائلة يومياً، لتصل حاليا إلى نحو 25 عائلة فقط، وأقر بحدوث “مداهمات وحجز منازل” عدد من المدنيين الذين خرجوا من الأحياء المحاصرة، وقال إن الدافع وراء ذلك “هو الخشية من استغلال هذه المنازل من قبل بعض الخلايا النائمة في المدينة” كما أقر بسكن عدد من عائلات عناصر “الدفاع الوطني” في تلك المنازل.

أما المكتب الإعلامي لـ”ولاية الخير” التابع لتنظيم الدولة في دير الزور، فنشر عددا من الصور لما سماه “استقبال المسلمين النازحين من الجورة ومناطق النظام”.

ونفى مصدر مقرب من تنظيم الدولة هناك وجود مضايقات من قبل عناصر التنظيم للخارجين من مناطق سيطرة الأسد.

وأوضح المصدر الذي رفض ذكر اسمه أن حالات الاعتقالات التي حصلت فعلياً تمت لأيام فقط “وجاءت في إطار التحقيقات مع بعض المشتبه فيهم، والتي توجت بإطلاق سراح من ثبتت براءته، وإبقاء من تحوم حوله الشبهات لاستكمال التحقيقات”.

المصدر : الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى