توفيت الزميلة الصحفية صفاء القادري رئيسة تحرير مجلة الحلالة وعضو المجلس المحلي لمدينة قطنا ، صباح أمس الثلاثاء ، بعد صراع طويل مع مرض السرطان ، والذي أصابها بُعيد اعتقال ولدها البكر “عبد الهادي عوض” ، ثم انتشر خبر استشهاده تحت التعذيب مع الصور المسربة للمعتقلين الذين قضوا في سجون الأسد .
صفاء القادري من مواليد مدينة قطنا الريف دمشقية 1969 ، وخريجة جامعة دمشق كلية العلوم (رـ ف ـ ك)، وعملت مدرسة لمادة الرياضيات في ثانويات الغوطة الغربية.
مع بداية الثورة السورية ساهمت الناشطة صفاء أو( رنا المالكي – اسمها الحركي ) بدعم المظاهرات السلمية والخروج على رأس مظاهرات الحرائر النسوية ، وكانت تهتف فيهن .
وكانت عضواً في اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ، ومن مؤسسي مجلة الحلالة الثورية بداية عام 2012 التي كانت تطبع وتوزع في مدينة قطنا والتي تنبثق عن المكتب الإعلامي في المجلس المحلي للمدينة ، في محاولة جرئية ضد النظام الذي يسيطر على المدينة بأكثر من 35 حاجز عسكري ، وأجرت مقابلات مهمة مع قيادات ثورية وعسكرية وسياسية ، مثل قائد لواء أسامة بن زيد وأحد رموز الثورة السلمية “الشهيد أحمد القادري – أبو مصعب” ، وعضو الائتلاف السوري الدكتور هشام مروة وآخرين ، ووثقت حالات مهمة من تاريخ المدينة ، إضافة لتقارير وتحقيقات صحفية عن الانتهاكات التي يرتكبها النظام في سورية ، وحياة شهيد ، ومقالات رأي ذات أثر .
ويقول “أبو خالد ” أحد كتّاب مجلة ” الحلالة ” لـ وطن اف ام ، ” لقد كانت أم هادي ، مثالاً يحتذى في حب الثورة ، والعمل الصحفي ، وحضرت دورات كثيرة لتطوير العمل الميداني ونقل الصحيفة من قطنا إلى الريف كله وسورية في العموم ، وكانت تحاول مع زملائها أن يكون لمدينة قطنا صدى ثقافي وإعلامي حرفي ، ولكن توقف الدعم القليل وقلة الكوادر جعل المجلة تقتصر على النشر الدوري للمقالات على صفحة الفيس بوك ثم توقفت منذ شهور بعد إصابة الأستاذة صفاء بالمرض ” .
الجدير بالذكر أن نظام الأسد اتهم منذ بداية الثورة الزميلة صفاء بتهم عدة منها الإرهاب ، كما أطلق عليها لقب أميرة قطنا “السلفية” ، وبسبب الحصار الخانق من قبل النظام على مدينة قطنا غادرت الزميلة صفاء المدينة متجهة إلى لبنان وتوفيت هناك .
قسم الاخبار – وطن اف ام
صفاء القادري . . لمثلك يليق الرثاء
ابنة الثورة ، وأم من أمهاتها الكثر . أخت الشهداء وأمهم ومربيتهم . مجنونة بالثورة وراهبة في محرابها . يعرفها الثوار في قطنا ، وتعرفها ساحات المدينة وشوارعها . وبكل فخر واعتزاز أقول : وأنا أعرفها أيضاً . وتعرفها أسرتي ويعرفها بيتي . هناك تعارفنا ، وعملنا ، وتشاركنا الرأي والموقف . وصغنا معاً أول بيان لحرائر ريف دمشق . كان ذلك في الأسابيع الأولى من عمر الثورة 2011 .
وردة من مجد وكبرياء أبعثها لروح صفاء الوثابة الشجاعة ، التي حملت عبء الرجال في الزمن الصعب . كانت وتبقى حديث الثوار، منهم ومعهم . ومن المؤسف والمؤلم أن لا تشهد انتصار الثورة .
صفاء . . نودعك باحترام جليل . يا ابنة الحرية وعاشقتها ، اصعدي إليها كما كنت تحلمين . اصعدي إلى ملكوت عليين راضية مرضية . سيكون لك سطر مضيء واسم لامع في ذكريات الثورة .
جورج صبرة
الله يرحما ويعوضا الجنة
الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة