أكدت الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، أن العنف ضد النساء يحدث بشكل يومي في جميع أنحاء سوريا خلال السنوات الخمس الماضية، ومن قبل جميع الأطراف .
وقالت “زينب حوا بانغورا”، الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف الجنسي أثناء الصراعات المسلحة، إن “الأمم المتحدة وثقت منذ بدء الثورة في سوريا حالات عديدة من تعذيب النساء أو إساءة معاملتهن أثناء اعتقال أطراف النزاع لهن، وتشمل كثير من هذه الحالات العنف الجنسي”.
وأتهمت المسؤولة الأممية قوات الأسد والجماعات المسلحة بالتورط في تلك الانتهاكات والجرائم ضد المرأة بدون استثناء، على حد تعبيرها.
جاء ذلك في بيان مشترك صادر عنها مع مع “كيفين كينيدي” منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية المعني بالوضع السوري، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، والذي تحييه المنظمة الدولية في 25 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام.
وذكرت “بانغورا” أن ” النساء والفتيات في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المتطرفة يخشين القبض عليهن ومعاقبتهن جسديًا إذا لم ينصعن إلى القواعد التي تفرضها هذه الجماعات”.
ومن جانبه، أكد “كينيدي” أن”الجماعات المسلحة وخاصة تنظيم داعش، لا تزال تواصل انتهاكاتها وجرائمها ضد النساء وتقوم بأختطافهن و- خاصة من الأقليات – وإخضاعهن لأشكال مروعة من الإيذاء التي تشمل الاستعباد الجنسي”.
وناشد المسؤولان الأمميان، جميع الأطراف، الحيلولة دون وقوع هذه الجرائم، كما طالبا بمحاسبة جميع المذنبين وبتقديم الدعم الطبي والقانوني والنفسي الاجتماعي المناسب لضحايا هذا العنف، وأكدا ضرورة إطلاق سراح النساء اللاتي تم إلقاء القبض عليهن بشكل عشوائي.
ووجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسالة إلي المجتمع الدولي بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، أمس، أكد فيها أن “الجرائم المروعة التي تُرتكب في حق النساء والفتيات في مناطق النزاع، إلى جانب الاعتداءات العائلية التي تقع في جميع البلدان، تشكل تهديدا خطيرا للتقدم”.
وأعرب في رسالته –التي وصل الأناضول نسخة منها- عن “القلق العميق إزاء محنة النساء والفتيات اللواتي يعشن في ظروف النزاع المسلح ويعانين من شتى أشكال العنف والاعتداء الجنسي والاستعباد الجنسي والاتجار لأغراض الاستغلال الجنسي”.
وأردف قائلا ” إن الجماعات المتطرفة العنيفة، تقوم بتحريف التعاليم الدينية لتبرير انتشار ممارسات إخضاع المرأة والاعتداء عليها، وتلك ليست أعمال عنف عشوائية، أو نتائج عرضية للحرب، بل هي جهود منظمة لحرمان المرأة من حرياتها والتحكم في جسدها”.
المصدر : الأناضول