ظهر رجل الأعمال السوري الروسي ، جورج حسواني، على الفور، بعد اتهام الرئيس التركي له بأنه كان يتاجر بنفط داعش لصالح نظام الأسد.
وقبل أن تتمكن وسائل الإعلام من نشر الخبر المتضمن تفاصيل اتهام أردوغان لجورج حسواني بالمتاجرة بالنفط السوري مابين “داعش” ونظام الأسد، ظهر حسواني على الفور لينفي التهمة.
ولفت في هذا المجال، أن نفي حسواني للمتاجرة بنفط “داعش” لصالح الأسد، لم يتوقف عند محاولة تبرئة نفسه من التهمة.
بل برّأ أي طرف تابع للنظام بالمتاجرة بالنفط الداعشي لصالح نظام الأسد ، عندما قال: “لم يتم بيع أي برميل نفط إلى الحكومة السورية، من قبل “داعش” لا عن طريقي ولا عن وسيط غيري”.
ولم يعرف إلى ماذا استند بهذا النفي عندما أكد عدم وجود أي أحد باع نفط داعش للحكومة السورية.
إلا إذا كان قد ركن إلى منصبه القديم في سوريا عندما كان مديرا لمصفاة “بانياس” الساحلية، التي غادرها إلى روسيا وأنشأ هناك شبكة علاقات مابين دمشق وموسكو جعلته رجل الأعمال المفضل بين العاصمتين.
رجل متخم بالعقوبات الدولية ويتحدث عن مقال بالإنترنت!
حسواني القريب من الدوائر الحكومية الروسية وصاحب النفوذ المتنقل مابين موسكو ودمشق، ردّ على اتهام أردوغان له بأن الأخير استند إلى “مقال نشر عبر الإنترنت” كي “يكيل له اتهامه” السالف وكذلك بأن أردوغان استند إلى العقوبات الأوروبية التي صدرت بحقه في وقت سابق.
وآخر العقوبات التي صدرت بحق جورج حسواني كانت أميركية ومنذ أيام عندما فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوباتها على شركات متعددة وأشخاص منهم حسواني الذي عمل “كوسيط لحكومة الأسد لشراء النفط من داعش”.
وشملت العقوبات بنكاً روسياً لديه نشاطات تتعلق في هذا المجال.
جورج حسواني رجل متخم بالعقوبات العالمية.يندر رؤية “رجل أعمال” مستمرا بحمل هذه الصفة “الفاخرة” وهو ملاحق بعقوبات تكاد لا تخرجه من غرفة نومه.
فقد عاجلته أوروبا منذ فترة بعقوبات، وقالت بريطانيا إن حسواني “متورط في التوسط في عقود نفط بين الحكومة السورية وداعش” وأكدت بريطانيا في حينها أن هذا يؤكد “زيف” المعركة التي يدعي النظام الأسدي شنها على داعش.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان أصدره معللا فيه العقوبات التي أصدرها بحق حسواني، إن الأخير “عمل كوسيط تعاقدي بين داعش والحكومة السورية”.وذلك من خلال شركته “هيسكو” التي يعتبرها الاتحاد الأوروبي “شركة كبرى” في سوريا.
ولديه رجل ظل.. هام جداً!
وتأسست “هيسكو”على يديه، ويعاونه رجل الأعمال ورجل الظل، فنادرا ما يأتي الإعلام على ذكره وهو الدكتور يوسف ميخائيل عربش، الأخير الذي يعد أحد نجوم الاغتراب الذين قلّدهم بطريرك موسكو البطريرك كيريل، وسام القديس سيرغي رادونيجسكي، الذي لا يمنح في العادة إلا لكبار شخصيات المجتمع الروسي.
بعض المواقع السورية المعارضة ذكرت أن عربش هو صهر لحسواني، الذي تزوج ابنته من زوجته الروسية الأولى.
إلا أن كل المطالعات في هذا السياق لم تفض الى تأكيد أو نفي هذه المعلومة. والمؤكد أن عربش هو اليد اليمنى لحسواني، في كل المشاريع النفطية من خلال شركة “ترانس ستروي غاز” الروسية التي عمل معها عربش 15 عاماً وأدخلها إلى سورية من خلال العلاقة مع “هيسكو” التي أسسها ويرأسها الحسواني! باعترافه مرة، في أحد الحوارات، أنه لولا “هيسكو” لما تمكنت “ترانس ستروي غاز” من البقاء في سوريا وممارسة أعمالها.
ما يشير إلى حجم التنسيق والمنافع المتبادلة مابين الشركتين والحكومة السورية التي لزّمت لهما مشاريع بعقود يسيل لها لعاب الشركات المنافسة الأخرى، خصوصا أن حسواني استطاع بسبب علاقته مع بشار الأسد أن يتحصل على مبالغ مالية ضخمة فاقت المئة مليون يورو كتعويضات عن الدمار الذي لحق بإنشاءات الشركة وآلاتها ومواقعها واستثماراتها في عام 2013.
يكاد الجاني أن يقول.. فعلتُ!
وبرز اسم حسواني، وهو يتحدر من “يبرود” في ريف دمشق، إلى الدرجة التي جعلته وسيطا في “صفقة الراهبات” الشهيرة في معلولا.
فهو فضلا عن قربه من نظام الأسد وثروته التي جعلته مقرباً حتى من أوساط الكرملين في روسيا، يمتلك اتصالات متشعبة داخل سوريا وخارجها، ويعمل في الظل أكثر الأحيان، ولا يظهر إلا لخطب أو نازلة، مثل ظهوره الأخير لنفي اتهام أردوغان له ببيع نفط داعش لنظام الأسد.رد الحسواني، على أردوغان، لم يقنع حتى أقرب المقربين منه.
فهو فسّر اتهام الرئيس التركي بأنه مجرد تصديق “لمقال نشر على الإنترنت” وبأن أردوغان حاول الإفادة من العقوبات التي صدرت بحقه في وقت سابق.
علماً أن العقوبات، بحد ذاتها، تكفي أدروغان أو أي جهة أخرى، لتوجيه الاتهام لحسواني. خصوصا أن العقوبات التي صدرت بحق جورج حسواني مسبّبة ومعللة، وفي وقت سابق على الخلاف الروسي التركي بعد اسقاط الطائرة الحربية الروسية، بكونها مرتبطة حصريا، بدور الوساطة التي قام بها حسواني مابين “نفط داعش” وحكومة الأسد.
المصدر : العربية