آخر “بدع” نظام الأسد تمثلت بمنع اللهجة العامية على الموبايلات. فبعد أن قتل من قتل وشرّد من شرد، لم يبق أمامه إلا لهجة السوريين، فمنعها عنهم بحجة الحفاظ على قومية الأجيال.
على الفور، ولدت سخرية حادة على مواقع التواصل الاجتماعي، رداً على قرار رسمي صدر بصيغة تعميم، يفرض على مديريات التربية في المحافظات السورية، منع الطلاب من استخدام اللهجة السورية على موبايلاتهم عندما يقومون بإرسال الرسائل القصيرة “الاس. ام. اس”.
وكانت وزارة التربية السورية قد عممت كتاباً رسمياً يعود تاريخه إلى 24-11-2015 وتحت رقم 3490/543 على 14 مديرية تربية منها دمشق وريفها واللاذقية وحمص وحلب، ويقول الكتاب الرسمي في صيغته الحرفية: “يطلب إليكم التعميم على المدارس العامة والخاصة والمعاهد التابعة لمديريتكم، توجيه التلاميذ والطلبة نحو استعمال اللغة العربية الفصحى، في الرسائل المنقولة على الهواتف المحمولة للحؤول دون استشراء اللهجات العامية والهجين اللغوي، نظرا لشيوع استعمالهما محل اللغة العربية الفصيحة”.
وانتهى الكتاب الرسمي بأن القصد من هذا التعميم هو “الهوية القومية” لتلك الأجيال التي يستهدفها في تعميمه.
الكتاب السالف أثار سخرية حادة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر كثير من “سوريي النظام والمعارضة” عن تهكمهم الشديد من قرار كهذا، وضجت الصفحات الموالية في شكل خاص في هذا الخبر، فقامت وكالة أنباء النظام “سانا” اليوم الأربعاء بنشر توضيح أكدت فيه أن المقصود من القرار هو الحد من المخاطر التي تتهدد اللغة العربية، بسبب استخدام اللهجة العامية.
وكذلك فعلت صحف النظام الرسمية كصحيفة تشرين التي أعادت نشر توضيحات وزارة التربية، اليوم الأربعاء، لما تسبب به هذا القرار من سخرية حادة طالت حكومة النظام بأسرها.
وصدرت تعليقات كثيرة على هذا القرار، فوصف بـ”الهراء والمسخرة” وقال آخر “شر البلية ما يضحك” وآخر قال: “ما الفرق بينها وبين منشورات داعش عن اللباس الشرعي؟!” وقال آخر: “قرار عشوائي وغير مسؤول” وتعليقات كثيرة سخرت من القرار السالف واعتبرته مضحكاً، خصوصا أن السوريين المقصودين بتطبيق القرار إما لاجئون بالملايين أو نازحون بالملايين، ومن لم يكن هذا ولاذاك “فعلى الأغلب لايجد فرصة لتعليم أولاده أي شيء” كما غمزت تعليقات كثيرة من هذا القرار الذي “سيحرم السوريين حتى من لهجتهم التي يحبونها”.
كما قال تعليق: “يا أخي من لم يمت بسيف الأسد قتله الأسد باللسان ومنعه من التحدث بلهجته” وتعليقات كثيرة في الاتجاه نفسه.
المصدر : العربية