تنطلق في مدينة جنيف السويسرية، اليوم الجمعة، مفاوضات جنيف من أجل إحلال السلام في سوريا، بلقاء سيعقده المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، دون أن يحضر وفد المعارضة إلى جنيف، والذي لم يحسم مسألة قدومه بعد.
وبحسب مصادر عدة، فإن دي مستورا سيعقد لقاء اليوم مع وفد نظام الاسد ، الذي كان قد كشف أن مندوبه الدائم في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، هو الذي سيترأس وفده.
وقال المبعوث الأممي دي مستورا، أمس الخميس، إن المفاوضات بين المعارضة ونظام الاسد ، تعقد خلال الأيام المقبلة، في حين أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي، بدءها اليوم الجمعة.
وحظيت المفاوضات باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام، على الرغم من ضبابية الموقف من قبل المعارضة، والمآل الذي ستؤدي إليه المفاوضات، حيث سجل المكتب الإعلامي نحو 500 طلب اعتماد لصحفيين، من أجل تغطية المفاوضات.
وتراصّت عدة عربات للبث المباشر في المكان المخصص للصحفيين، من أجل التغطية الإعلامية، إلا أن النتيجة لم تحسم من قبل المعارضة، ولم تتحدد الأطراف المشاركة.
وأشارت مصادر أخرى، أن مدير قسم الشرق الأوسط في الخارجية التركية جان ديزدار، من المقرر أن يصل جنيف ممثلا لتركيا خلال فترة المفاوضات.
وسبق أن أوضح المبعوث الأممي، في رسالة وجهها أمس للشعب السوري، وصلت الأناضول نسخة منها، أن “الأيام القليلة القادمة، تشهد ما نسميه المحادثات السورية أو المفاوضات، كي نحرز تقدما على مسار، إعادة الاستقرار والسلام والكرامة مرة أخرى إلى سوريا”.
وأضاف المسؤول الأممي قائلا “لقد رأيتم الكثير من المؤتمرات، منها جنيف 2 ومشاورات جنيف، ولا يمكن لهذا المؤتمر أن يفشل، فهو فرصة لا ينبغي تفويتها”.
وفي الإطار ذاته، نفى المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي، أمس، ادعاءات حول تأجيل مباحثات جنيف بين النظام والمعارضة، مؤكدا انطلاقها الجمعة، مشيراً أن المبعوث الأممي سيعقد لقاءً مع أحد الأطراف (دون تحديد إن كان من النظام أم من المعارضة).
وبحسب مصادر أممية، فإن المرحلة الأولى من المفاوضات، تستمر عدة أسابيع، بشكل غير مباشر، وبعدها يمكن أن تصبح مباشرة بين وفدي النظام والمعارضة.
وفي نفس السياق، لم تحسم الهيئة العليا للمفاوضات (منبثقة عن مختلف شرائح المعارضة السورية السياسية والمسلحة)، موضوع مشاركتها في المباحثات، منتظرة توضيحات من الأمم المتحدة بشأنها.
وأفاد سالم المسلط، المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات، في بيان صدر عنه أمس “نشكر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، على رسالته الجوابية، وتأكيده أن الفقرة 12 و13 التي طالبنا بتنفيذها، هي حق مشروع تعبر عن تطلعات الشعب السوري، وغير قابلة للتفاوض”، وفقاً لتعبيره.
وتابع في بيانه قائلاً “بعثنا برسالة للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تطالب أعضاء مجلس الأمن، وخاصة الدول الخمس دائمة العضوية، القيام بمسؤولياتها والتزامها في تطبيق القرار 2254، وننتظر الرد منها”.
وأكد أن “الهيئة جادة في المشاركة وبدء المفاوضات، لكن ما يعيق ذلك، هو من يمارس قصف المدنيين وتجويعهم”، على حد لقوله.
المصدر : الاناضول