تتفاقم الأوضاع الإنسانية يومياً في بلدة مضايا بريف دمشق المحاصرة منذ أكثر من سبعة أشهر من قبل النظام وميليشيا حزب الله اللبناني، حيث يكافح سكان البلدة ظروف الشتاء القاسية، مع تواصل حالات الوفاة بين سكانها جراء سوء التغذية.
وأرسلت الأمم المتحدة إلى مضايا التي يمنع النظام إدخال المواد الغذائية الأساسية إليها ويحظر على سكانها مغادرتها، مساعدات إنسانية على دفعتين فقط يومي 11، و14 كانون الثاني/ يناير الماضي، إلا أن تلك المساعدات لم تغطِ حاجة السكان البالغ عددهم قرابة 40 ألفاً، إذ وصل عدد الذين فارقوا الحياة جراء نقص الغذاء الى نحو 80 شخصا.
وأشارت “أم رضا” (46 عاماً) من مضايا، إلى أنهم يكافحون الجوع في البلدة، فضلاً عن ظروف الطقس السيئة، لافتةً إلى أنهم يخوضون حرب حياة أو موت منذ بدء الحصار على البلدة.
وقالت “أم رضا”، ” نكافح الجوع من طرف، والبرد من طرف أخر، إلى جانب عدم امتلاكنا المال، حيث وصل سعر ليتر المازوت إلى نحو 6 آلاف ليرة سورية (15 دولار أمريكي)، والحطب إلى 600 ليرة (دولار ونصف الدولار)، لذلك فأحاول أن أدخل الدفئ إلى أبنائي الستة من خلال الأغطية (بطانيات)، حيث انعدمت السبل لدينا، ونطالب من الأمم المتحدة أن تتدخل فوراً، وأدعو الولايات المتحدة الأمريكية وقطر، وأوروبا، والسعودية لتقديم المساعدة لنا”.
من جانبها، طلبت “أم صفاء” (45 عاماً)، تقديم المازوت لهم لبرودة الطقس، مضيفةً “إن الناس بدؤوا يموتون جراء البرد، ونطالب بإنهاء الحصار وفتح الطرقات إلى البلدة”.
بدوره، أكد “عبد الرحمن أبو فراس″ النازح إلى مضايا من الزبداني المجاورة لها جراء الحصار، أن المساعدات التي ارسلتها الأمم المتحدة لا تفِ احتياجات سكان البلدة لعشرة أيام، مبيناً أن قسما من سكان البلدة لجؤوا إلى استخدام أثاث منازلهم عوضاً عن الحطب، لعدم توفره، مضيفاً “لا نريد سوى إنهاء الحصار”.
وارتفع عدد قاطني مضايا من 9 آلاف إلى قرابة 40 ألف نسمة بعد نزوح الآلاف من مدينة الزبداني المجاوره لها، والقريبة من الحدود اللبنانية، بعد حصارها من قبل النظام وتكثيف قصفه عليها العام الماضي، بهدف منع وصول المساعدات إليها عن طريق لبنان.
المصدر : الأناضول