تأكيداً لما ذكره “العربية.نت” أمس الأحد، في إشارته إلى “سابقة لفتت الأنظار” وردت في نص خبر وفاة أنيسة مخلوف بشار الأسد، والذي نشرته “سانا” نقلا عن بيان لرئاسة الجمهورية، عبر وصفها بأرملة الرئيس السابق الراحل، لا أمّاً لبشار الأسد، قال نقيب الاتيكيت والبروتوكول العربي الدكتور رفعت الضبع لوكالة إخبارية مصرية إن ما حدث هو “خطأ بروتوكولي ومهني”.
وكانت الوكالة سالفة الذكر قد أعدت تقريراً حول الموضوع، عارضة ما رافقه من “جدل” كان أثاره “العربية.نت” في تقريره أمس، وقالت: “حالة من الجدل أثيرت حول خبر وفاة أنيسة مخلوف باعتبارها أرملة الرئيس الراحل حافظ الأسد دون الإشارة إلى أنها أمّ الرئيس الحالي”.
ونقلت الوكالة عن نقيب الاتيكيت والبروتوكول العربي الدكتور رفعت الضبع قوله إنه يجب “ذكر نسبها للاثنين معاً بشار وحافظ الأسد”.
مؤكداً أنه يُفضَّل البدء أولاً بذكر كونها “أم الرئيس السوري الحالي بشار الأسد”. من خلال عُرفٍ ينصّ على أن يتم البدء “بأكثر شيء يقرّب المعلومة للناس”.
موضحاً أن ذلك هو البروتوكول المتفق عليه عالمياً وله صفة الثبات والاستمرار. وحول تفسيره لهذا الخطأ الذي ورد في نص خبر وفاة أنيسة مخلوف الذي نشرته “سانا” الرسمية نقلاً عن بيان لرئاسة الجمهورية السورية، يقول “إن الخطأ الذي حدث قد يكون إما لجهل بالبروتوكول لدى من كتب بيان نعي الرئاسة السورية، أو يجوز أن بيان الرئاسة متكامل، والخطأ حدث من الوكالة الرسمية”.
قاطعاً بأن ما حصل هو “خطأ واضح يجب أن يصحح”.
علماً أن نص خبر وفاة أنيسة مخلوف، وبصيغته المثيرة للجدل التي أثارها “العربية.نت” أمس الأحد، لايزال على حاله دون أي تعديل، كما أن الخبر الرسمي الذي بثته فضائيات النظام التزمت بالنص الحرفي الذي نشرته “سانا” نقلاً عن بيان رئاسة الجمهورية، ما يؤكد أن مصدر “الخطأ البروتوكولي والمهني” هو بيان الرئاسة أصلا والذي التزمت به “سانا” بطبيعة الحال. لكنّ هناك رأياً آخر للسفير رخا حسن، أوردته الوكالة السابقة، مفاده أن بشار الأسد أراد تكريم والده الراحل حافظ الأسد من خلال “إعطائه أهمية ووزناً وعدم تفضيل ابنه عليه”، وأنه أراد الاحتفاظ “بمكانة والده ونسب والدته الراحلة له”.كما جاء في التقرير.
على عكس ما قاله نقيب الاتيكيت والبروتوكول العربي أن ما حصل هو خطأ بروتوكولي ومهني يجب أن يصحح. إلى ذلك، فإن الأخبار التي وردت من المنطقة الساحلية، تشير إلى أن مراسم دفن والدة بشار الأسد، قد تمت ليل أمس.
وذلك تبعاً لمنشور لحيدرة بهجت سليمان ابن السفير السوري السابق لدى الأردن، يفهم منه أن مخلوف ووريت الثرى، قال فيه: “مع من أحبت، كما عاشت، كما رحلت، كما دفنت. جنازتها تشبهها، وداعها يشبهها”.
ولوحظ في هذا السياق أنه لم يصدر خبر رسمي بدفن مخلوف، على عكس المعمول به والذي يفترض أن يحدد موعدا للدفن، ومن ثم الإخبار بحدوثه، كونها أمّاً “للرئيس الحالي”.
إلا أن ما حصل في خبر الوفاة، من جدل، تكرر مع الدفن، فلم ينشر خبر بذلك حتى الآن، كما لم يعلم ما إذا حضر الأسد جنازة والدته، خصوصا أن منطقة العزاء المفترضة سيكون جزء منها في قرية “بستان الباشا” مسقط رأس أنيسة مخلوف، القريبة من “جبلة” ومطار “حميميم” العسكري الذي تسيطر عليه القوات الجوية الروسية، تبعاً للاتفاقية ما بين الأسد وموسكو. ويُفهَم من منشور لوسيم بديع الأسد من القرداحة، على فيسبوك، أنه قد تم “اختصار مراسم العزاء” في مسقط رأسها، مفسراً ذلك بأنه “احترام للشهداء مدنيين وعسكريين” على حد قوله.
يذكر أن التعديل الوحيد الذي طرأ على خبر وفاة أنيسة مخلوف الذي نشرته “سانا” تمثّل فقط، بوضع نقاط ما بين أسماء أولادها. فقد ذكر النص الأول للخبر أن من أولادها “.. المرحوم باسل وبشار.. إلخ”.
وبعد التعديل أصبح: “المرحوم باسل.. بشار.. إلخ”. وقد كان سبب هذا التعديل هو أن الصيغة الأولى تورد اسم بشار مباشرة بعد “المرحوم باسل..”.
فتم التعديل على ما يبدو لإزالة هذا “اللبس” الذي أوحى بما أوحى بالنسبة للقارئ.
المصدر : العربية