أخبار سورية

نظام الأسد و”ب ي د” من تقاطع المصالح إلى التنسيق العلني

 يعد إعلان ممثل سوريا الدائم في الأمم المتحدة “بشار الجعفري”، أمس الثلاثاء، للصحفيين، تقاطع مصالح نظامه مع التقدم الذي يحرزه تنظيم “ب ي د”  على الأرض في شمال حلب، بمثابة كشف الستار أمام الجميع، عن تنسيق لم يخف عن أحد على مدى سنوات الثورة السورية.

فقد صرح الجعفري للصحفيين، بعد جلسة لمجلس الأمن قائلاً “يمكن أن يحدث صراع مصالح”، كما أن هذه المجموعة الكردية المدعومة من قبل الإدارة الأمركية، تتلقى الدعم بنفس الوقت من الحكومة السورية، “لذلك فإن الانتصارات التي تتحقق شمالي سوريا، تعتبر انتصارات مشتركة للجيش السوري والأكراد”. 

تصريح الجعفري لم يكن مفاجئا للعديد من أطراف الصراع الدائر في سوريا، فالتنسيق بين النظام و تنظيم “ب ي د”، ماثلٌ على الأرض، فبعد سيطرة الأخير على بلدة تل رفعت، شمالي حلب، انسحب قوات الأسد من من قرية “كفر نايا” جنوب غربي البلدة وسلمتها للتنظيم دون قتال.

وعلى مدى السنوات السابقة لم يحدث أي صدام بين الجانبين، باستثناء اشتباكات طفيفة في حي الشيخ مقصود الذي يسيطر عليه التنظيم في مدينة حلب، وآبار النفط في محيط مدينة القامشلي، ثم انكفأ النظام عن الدخول في أي صدامات مع التنظيم الذي تقوقع بدوره في المناطق ذات الغالبية الكردية، ليسلط النظام آلته الحربية تجاه مناطق المعارضة.

في عام 2012 توافقت آراء الطرفين حول تفاهم غير معلن، يسيطر فيه التنظيم على المناطق الشمالية الشرقية، مقابل دفعه الضرائب للنظام، وتشغيل النظام للمؤسسات الحكومية، وتقاسم عائدات الموارد الطبيعية في محافظة الحسكة، كما هول الحال في حقول رميلان.

كما أن هناك تنسيق بين التنظيم في مدينة عفرين شمال غربي مدينة حلب، وبين قوات الأسد في المناطق الواقعة جنوب شرقها، كما اتفق الجانبان الشهر الماضي في مدينة الحسكة، على تقديم النظام التدريب و التسليح لمقاتلي الـ “ب ي د” في حي الشيخ مقصود ومدينة عفرين، مقابل تقديمه 500 مقاتل يقاتلون في صفوف النظام بحلب، وتجدر الإشارة إلى أنَّ مقاتلي التنظيم ممن سيقوا جبرا للقتال من منطقتي الشيخ مقصود وعفرين، وتبلغ أعمارهم ما بين 18و 40 عاما.

وفي إطار التنسيق بين الجانبين، كانت قوات التنظيم ترسل المساعدات لبلدتي “نبل” و”الزهراء” من مدينة عفرين، رغم الحصار المفروض عليهما من قبل المعارضة.

وقبل انطلاق محادثات جنيف في 29 كانون الثاني/ يناير الماضي، أصرت كل من الولايات المتحدة وروسيا على إقحام التنظيم في وفد المعارضة المفاوض، حيث أوضح المتحدث باسم وفد المعارضة رياض نعسان آغا “أن المحاولات الرامية لفرض طرف ثالث في المفاوضات، يأتي لتأمين وجود شخصيات وأحزاب يرغبون ببقاء الأسد ونظامه”، في إشارة إلى ما يسمى بمجلس سوريا الديمقراطي الذي يقوده تنظيم “ب ي د”.

ويحظى تنظيم “ب ي د” برعاية روسية أمريكية، فقد التقى أشخاص من التنظيم مسؤولين روس في موسكو وباريس، فبعد إسقاط تركيا لمقاتلة روسية اخترقت أجواءها بتاريخ 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، كثفت روسيا دعمها عسكريا ولوجستيا للتنظيم، بتمهيدها الطريق أمامه بالتقدم في الأماكن التي تسيطر عليها المعارضة، فمسلحو التنظيم باتوا على مشارف مدينة عزاز التي تشكل الممر اللوجستي للمعارضة، بين المدينة والحدود التركية.

المصدر : الاناضول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى