أخبار سوريةإدلب

حينما تقتل الشياطين ملائكة الرحمة .. مشفى أطباء بلا حدود مثالاً

خرجوا صباحاً.. لاسلاح بين أيديهم .. يرتدون الأبيض ويحملون نوايا علاج المرضى…… ملائكة رحمة…. حصدتهم شياطين الروس.

 25 طبيبا و ممرضاً ومدنياً وطفلاً استشهدوا…ذنبهم الوحيد أنهم لا يؤيدون الأسد، والذنب الآخر هو أنهم يعالجون المرضى ويرعون أطفالاً ائتمنهم أهاليهم عليهم وهذا مالم يعتد عليه لا عصابات الأسد ولا شركائه الدمويون.

“كنت في غرفة اجتماع الممرضات حين شعرت بالسقف يهبط فوقي والأرض تحتي تهتز” قالتها وهي تحاول سحب أنفاسها المتعبة تحت أضلاع محطمة بشكل شبه كامل. الممرضة بديعة الخلف شهدت الضربة الأولى والثانية التي قذفتها بعيداً عن المبنى لتنجوا من الغارتين الثالثة والرابعة.

بديعة عبر اتصال على أحد برامج الانترنت قالت من داخل غرفة إحدى المستشفيات الميدانية  إنها كانت تحت السقف المدمر بعد الغارة الأولى وعندما سمعت صوت الطائرة مرة أخرى “عرفت أنها عادت لتقصف مرة ثانية فنطقت الشهادتين لاني أيقنت اني ميتة لا محالة” لكنها لم تمت والغريب أن الغارة الثانية كانت من القوة بمكان أن قذفت ببديعة من بين الركام وتحت السقف المتهدم إلى خارج مرمى الطيران الحربي الروسي لمسافة ثلاثين متراً.

بديعة التي احتجزها السقف المنهار منطوية على ركبتيها تحت تأثير الضغط الذي كسر إحدى فقرات ظهرها سلمت من الغارتين الثالثة والرابعة في حين لم يسلم باقي طاقم المشفى الذي داهمتهم الطائرات بأربع غارات خلال خمسة عشر دقيقة لم يستطع أحد خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة الإقتراب من المشفى أو الخروج من بين أنقاضه ليقتل 9 من كادر المشفى كما قال عمر السعود وهو مسؤول الدعم اللوجستي فيه والذي أكد ان طبيباً هو مندوب منظمة أطباء بلا حدود ومخبري قتلا إضافة إلى استشهاد المسؤول عن قسم التمريض وممرض و4 ممرضات ومستخدم المشفى  جميعهم استشهدوا فيما أصيب 10 من كادر المشفى هم سبع ممرضات و اخصائية معالجة فيزيائية و فني تخدير وممرض واحد خلال الغارات الأربع التي أكد عمر مع أكثر من شخص وشهادات كثيرة بأن من قام بالغارات هي الطائرات التابعة للجيش الروسي.

الروس عرفوا توقيت تبادل المناوبات ونفذوا القصف 

لكن الأمر لم يتوقف عند كادر المشفى فالبناء كان شبه مكتظ بالمراجعين والمرضى وأهالي المرضى فالغارة كانت في ساعة الذروة حيث قتل 16 شخصاً بينهم ثلاثة أطفال وثلاث نساء كان يمكن ان يتم انقاذهم لولا أن الطائرات الروسية استهدفت المبنى بعد أن وصلت إليه فرق الدفاع المدني والإسعاف حيث نفذت الغارة الثالثة والرابعة كما أفاد بلال بجري وهو ناشط إعلامي من المنطقة حيث وصف القصف بأنه دقيق ومباشر وقال “إن الطائرات الروسية معروفة بشكل دقيق من قبل جميع سكان المنطقة ويمكن تمييزها حتى إن كانت في السماء فالطائرات الروسية تختلف بالشكل عن طائرات النظام وطائرات التحالف الذي تقوده أمريكا” وشرح بلال كيف قصفت الطائرة الروسية المشفى من مسافة عالية مؤكدا أن  الطائرة هي سوخوي 34 زرقاء اللون عادت حسبما قال بلال إلى مطار حميميم مستندا في ذلك إلى ما سمع من تأكيدات المراصد الثورية. وحميميم هي القاعدة الروسية في اللاذقية والتي انطلقت منها الطائرات الروسية لقصف المستشفى بالتحديد والعودة دون قصف أية أهداف أخرى ما رأى فيه بلال أنه “استهداف مقصود للمستشفى بذاته”.

القصف كان متعمداً والهدف تهجير المدنيين

 الأمر الذي أكده الدكتور مازن السعود مدير المشفى والذي كان في طريقه من المنزل إلى مكتبه داخل مبنى المستشفى صباحاً حين سمع خبر القصف معتبراً أن القصف مقصود تماماً وأن هناك من سرّب لنظام الأسد والروس ساعات تبديل المناوبات في المشفى حيث يتواجد في تلك الفترة عدد كبير من الموظفين والمراجعين وبالتالي يرى الدكتور مازن أن الاستهداف كان بنية قتل اكبر عدد من المدنيين وليس بالصدفة أو بالخطأ ففي الساعة التاسعة والربع تكون الذروة بحيث يكون طاقم التمريض متواجد بالكامل لتبديل المناوبات وطاقم الأطباء أيضا ويكون هناك عدد كبير من المواطنين الذي أتوا لمراجعة العيادات أو زيارة ذويهم. وعن الهدف الآخر من القصف قال الدكتور مازن “تهجير المدنيين” وبرأيه  أن “تدمير مشفى “أطباء بلا حدود” في معرة النعمان والذي يوفر الرعاية الصحية لما يقارب الـ 500 ألف مواطن في الريف الإدلبي، وإخراجه عن الخدمة، يدب الرعب في قلوب المواطنين ويدفعهم إلى الهجرة مخافة فقدان الرعاية الصحية والخدمات  الطبية”.

الإنذار المبكر كان لينقذ الأرواح

 الدكتور مازن قال إن الطيران لم يعط أي تحذير بأن المشفى مستهدف بالغارات معتبراً أن أي تحذير كان لينقذ أرواح المدنيين” عن طريق إخلاء المشفى وتطبيق خطة الطوارئ الخاصة بمثل هذه الحالات والتي تسمح بإخلاء المشفى من الكادر والمرضى خلال خمس دقائق “.وهذا دليل برأي السعود على أن “القصف الذي تعرض له المشفى متعمداً ،كون المشفى يقع على الطريق الدولي حلب-دمشق في منطقة خالية من المباني السكنية والتي من الممكن أن يشتبه بها، عدا أن قوات الأسد كانت تستخدم المشفى كثكنة عسكرية قبل تحرير المدينة ،ما يعني أن احداثيات المبنى معلومة لديهم”.

المشفى المكون من غرفتي عمليات  إضافة إلى غرف عمليات احتياط و مخابر لتحاليل الدم و مخبر للتصوير الشعاعي وقسم للإسعاف السريع وقسم للعيادات الخارجية وصيدلية وقسم للضماد وغرفة للإنعاش ويضم 55 موظفا وتابع لمنظمة أطباء بلا حدود سوي بالأرض لكن ذكرى من عملوا به ظلت في عقول وقلوب المنظمة ومن نجا من الغارات أما الشهداء و ملائكة الرحمة فهم الآن في راحة أبدية وعدوا بها ووعد بها كل من يموت فداء لعمله ووطنه ومعتقده ويحمل إثم قتل الأبرياء نظام الأسد ومن معه من روس و إيرانيين.

{gallery}news/2016/2/19/22{/gallery}

 قيس أبو النصر – وطن إف إم 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى