تركت التفجيرات التي ضربت محافظة حمص السورية ومنطقة السيدة زينب في ريف دمشق، علامات استفهام مختلفة، لجهة الكيفية التي تمت بها والسهولة التي حصلت بها العملية من أولها إلى آخرها. وذلك تبعاً لمواقف عديدة وتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي ينشط فيها أنصار بشار الأسد.
ولعل رد الفعل على التفجيرات الأخيرة في حمص ودمشق، تمثَّل خليطاً ما بين الاستنكار والاستياء و”التخوين” للجهات الأمنية التي اتّهمت “بالتقصير” أو “السعي وراء المال” والتي على إثرها تم إقالة رئيس فرع الاستخبارات العسكرية في حمص العميد ياسين ضاحي، ثم تعيين العميد حسن دعبول خلفاً له في المدينة.
علماً أن بشار الأسد كان أقال منذ أسابيع ما يعرف برئيس اللجنة الأمنية في حمص وهو اللواء لؤي معلا وعيّن اللواء جمال سليمان خلفاً له، بعد موجة احتجاجات شهدتها المدينة التي تضربها التفجيرات دائماً علماً أنها خاضعة للسيطرة الأمنية لجيش الأسد بالكامل.
إلا أن إقالة رئيس فرع الاستخبارات العسكرية في المدينة يحمل مدلولات مرتبطة بالتهم التي وجهها أهل المدينة للأجهزة الأمنية، التي “لا تؤدي عملها” على الوجه المطلوب.
بل ذهب البعض الى اتهامها مباشرة إما بالتغاضي أو “قبض الأموال” من على الحواجز العسكرية. ويشار الى أن الصفحة التي كانت استبقت تفجيرات حمص، بتحذير نشرته بما يزيد عن الـ 15 ساعة قبل وقوع التفجيرات، تعرضت لسيل من الانتقادات، على خلفية غموض المصادر التي “زوّدتها” بالتحذير السابق.
فصفحة “شبكة أخبار المنطقة الوسطى. حمص” على فيسبوك، سبق وقالت إن التحذير نُشِر كي يصل الى جهات أمنية، ثم قالت بعدها، إن التحذير جاء من جهات أمنية.
وقالت أمس إنها تمتلك معلومات تفصيلية عن السيارة التي استخدمت في التفجير وإنها أوصلت تلك المعلومات الى “جهة أمنية”! وبعد أن اتهمها البعض بأن مصدر تحذيرها هو “الدفاع الوطني” قامت بالرد بأن المصدر كان “جهات أمنية”.
الأمر الذي زاد من غموض حقيقة هذه التفجيرات والتي يبدو أنها كانت السبب الرئيس لإقالة رئيس فرع الاستخبارات العسكرية في المدينة.
إلا أن ردود أفعال أخرى، حول التفجيرات، كانت مباشرة باتهامها للأجهزة الأمنية والحكومة، سواء بالتقصير أو “الإرهاب” الى الدرجة التي يقول فيها منشور لأحد أنصار الأسد، ومن قلب البيئة الحاضنة لنظام الأسد في اللاذقية ويدعى “سعد سهيل الكنج” ويعمل مدرّساً وينتمي لإحدى العائلات المعروفة في مدينة “جبلة” اللاذقانية: “لا نستطيع إلا أن نبارك لحكومة التآمر نجاح تفجيراتها الإرهابية ومسلسلها الدموي بحق الشعب السوري”.
ويضيف المنشور السابق بعد اتهامه الحكومة بالتراخي بحفظ الأمن قائلاً: “تراخيكم بحفظ الأمن هو إرهاب، ووقاحتكم أمّ الإرهاب وأبوه. فما الذي يريده داعش منكم أكثر من ذلك؟”.
يذكر أن أطرافاً في المعارضة السورية كانت وجهت اتهامات لنظام السوري “بالمسؤولية عن تفجير السيدة زينب” وكذلك مسؤوليته عن “الهجمات التي ضربت مناطق خاضعة لسيطرته في مدينة حمص” كما ورد في خبر لـ”العربية.نت” أمس الثلاثاء.
ويشار إلى أن تفجيرات حمص ودمشق، جاءت بعد إعلان الأسد في مقابلة مع صحيفة “البايس” الاسبانية أن “وقف العمليات القتالية” أو “وقف اطلاق النار” مرتبط “بمنع العمليات الارهابية”.
وكذلك جاءت التفجيرات قبل ساعات من إعلان الروس والأميركيين عن اتفاق لوقف “العمليات القتالية”، مستثنياً تنظيم داعش وجبهة النصرة.
المصدر : العربية