تحاول عائلات أكثر من ألف ومئة جندي من جنود الأسد ممن أسرهم تنظيم داعش داخل مطار الطبقة العسكري في الرقة، الضغط على النظام لكشف مصيرهم وسط اتهامات من قبل ناجين بكون الأسد سلم المطار بمن فيه للتنظيم بعد أن هرب القادة منه، وهي سيطرة بالغة الخطورة حيث أسهمت بشكل أساسي بسيطرة داعش على محافظة الرقة بشكل كامل ومنه انطلقت لتصبح بقوتها الحالية.
فبعد سنة ونصف على الحادثة أثار أهالي جنود الأسد القضية مجددا، مطالبين بالكشف عن مصير أكثر من ألف ومئة جندي لم يظهروا في مشاهد إعدام التنظيم لنحو مئتين وخمسين جنديا بشكل جماعي.
وأضيف لمطالب الكشف عن مصير المختفين أسئلة عديدة، لاسيما أن العدد الكلي لجند النظام الذين كانوا داخل المطار حين سقوطه هو نحو ألف وأربع مئة مدججين بأسلحة ثقيلة، ولم يسبق أن شهدت سوريا مثيلا لعملية الأسر هذه.
وتحدث شهود عيان عن خيانة تعرض لها الجند من قبل قادتهم سيناريو تسليم المطار وفقا لعسكريين من جيش الأسد تمكنوا من الفرار بطائرات شحن عسكرية من طراز اليوشن هبطت في مطار الطبقة قبل سقوطه بساعات، ولم يستهدفها داعش رغم كونها في مرمى نيرانه.
وتوقع الجنود أن الطائرات كانت تحمل ما طلبوه من ذخائر لصد هجوم التنظيم، وهي قذائف دبابات ومضادات دروع وقذائف مدفعية ورصاص لرشاشات متوسطة من عيار أربعة عشر ونصف، ثم فر قائد المطار العميد عادل عيسى برفقة ضباط الصف الأول بالطائرة ذاتها، ليكتشف الباقون أن الذخائر التي وصلت ليست للأسلحة المتواجدة بالمطار ولا تتناسب مع احتياجاتهم، وهو ما نشر الرعب بين صفوفهم وعلموا أن استسلامهم كان أمرا مقضيا.
ويعد الكشف عن لغز استسلام جيش كامل في مطار الطبقة إلى جانب كونه مطلبا لأهالي الجنود فله أيضا أهمية خاصة لمعرفة كيفية تمدد داعش في سوريا كما في العراق، فسقوط الرقة يشبه إلى حد كبير سقوط الموصل كذلك التي كان فيها آلاف الجنود أيضا واستسلموا أو فروا بطريقة مريبة ومشابهة.
المصدر : العربية