قال طلال البرازي، محافظ مدينة حمص في حكومة الأسد، إن بعضاً من الذين اعتصموا وتظاهروا في شوارع المدينة احتجاجاً على تردي الأوضاع الأمنية هم من اللصوص والمجرمين والخارجين على القانون.
جاء ذلك رداً على سؤال يتعلق بالاحتجاجات التي اندلعت بالمحافظة جراء التفجيرات التي ضربتها في وقت سابق وأدت لسقوط عشرات القتلى والجرحى في منطقة “الزهراء”، وهتف بعضها ضد المحافظ الذي اضطر في إحدى المرات إلى مغادرة المكان الذي حاصره محتجون مطالبون بإقالته.
وأوضح البرازي أن الاحتجاجات التي اندلعت في المدينة وطالب بعضها بإقالته على خلفية التفجيرات، لها وجه “حسن النية”، وأنها “مطالب محقة للمواطنين”.
إلا أن لها “وجاً آخر” على حد قوله يتمثل بأشخاص “خارجين على القانون لهم مصالح خاصة” مضيفاً أن بعضاً من هؤلاء المشتركين بالاحتجاجات “مارس الفساد والسرقة” ولهذا تعتبرهم الدولة من “اللصوص” ومن “واجبها فرض هيبتها”، على حد قوله.
وكانت حمص قد شهدت احتجاجات واسعة بسبب تردي الأوضاع الأمنية، خصوصا في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد سيطرة تامة، وعلى الرغم من ذلك تضربها تفجيرات يذهب ضحيتها العشرات ما بين قتيل وجريح.
إلى الدرجة التي اعتقد فيها بعض الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي بأن كل السيارات المفخخة التي تضرب بعض أحياء حمص، قد تم تجهيزها من داخل الأحياء التي انفجرت فيها، وليس من خارجها.
وسبق أن قام نظام الأسد بإقالة ما يعرف بـ”رئيس اللجنة الأمنية” في المدينة اللواء لؤي معلا وتعيين اللواء جمال سليمان خلفاً له في المنصب، وذلك على خلفية تفجيرات سابقة ضربت المدينة في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد سيطرة تامة.
وهي المدينة التي شهدت دماراً رهيباً على حد وصف الصحافي الألماني توماس اديرس الذي التقى الأسد منذ فترة، بعد أن زار حمص وقال إنه رأى فيها “صوراً كأنها من نهاية العالم”.
وبعد التفجيرات الأخيرة التي ضربت حي الزهراء، قام نظام الأسد بإقالة رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في المدينة وهو العميد ياسين ضاحي، وعيّن مكانه العميد حسن دعبول، لامتصاص نقمة الأهالي الغاضبين الذين خرجوا إلى الشوارع هاتفين بسقوط محافظ المدينة الذي تعرّض لـ”الطرد” كما ظهر في أحد الفيديوهات.
وسبق لصفحات موالية لنظام الأسد أن قامت بنشر تحذير عن تفجيرات ستضرب أمكنة تجمّع حافلات نقل الموظفين وطلبة الجامعات والمدارس. ثم جاءت التفجيرات التي تبنتها “داعش” في ذات الأمكنة التي وردت في التحذير الذي نشر قبل وقوع العملية بأكثر من 15 ساعة. مما دفع بعدد من أنصار النظام للتساؤل عن كيفية وقوع التفجير على الرغم من وجود من يعرف بتوقيته ومكانه، وعلى الرغم من ذلك، ضرب التفجير المدينة.
يشار إلى أن تفجيرات حمص الأخيرة، ومعها تفجير السيدة زينب في دمشق التي وقعت في اليوم نفسه، سبقت التفاهمات الروسية-الأميركية حول اتفاق وقف الأعمال القتالية. وأشارت وسائل إعلام مختلفة ومصادر إخبارية متعددة إلى أن تلك التفجيرات أثّرت في مجرى التفاوض الأميركي الروسي حول وقف الأعمال القتالية في سوريا، خصوصا لجهة السماح لنظام الأسد وللطيران العسكري الروسي باستمرار قصفه لبعض فصائل المعارضة السورية تحت عنوان “مكافحة الإرهاب”.
المصدر : العربية