تواصل فصائل المعارضة السورية المسلحة استقبال المدنيين الفارين من مناطق سيطرة “داعش”، وتنظيم دخولهم إلى مناطق ريف حلب شمالي سوريا.
وتشهد مناطق ريف حلب الشمالي منذ نحو شهر، موجة نزوح كبيرة للمدنيين من مناطق سيطرة التنظيم، حيث يأتون عبر طرق تهريب خطرة تتخللها حقول ألغام زرعها “داعش” لمنع خروج السكان من تلك المناطق، ويقدّر عدد الفارين بحوالي 200 شخص يومياً.
وأفاد أبو عدنان، القيادي في فيلق الشام ومسؤول عن حاجز يستقبل فارين قادمين من مناطق “داعش”، أنهم استقبلوا حتى اليوم مئات العائلات النازحة من مناطق سيطرة التنظيم، وأمنوا دخولهم إلى مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب، وذلك بعد اتخاذ إجراءات أمنية مشددة تتمثل في التحقق بشكل جيد من هوية القادمين، خشية اندساس عناصر من “داعش” بينهم، مشيراً إلى أنهم يقومون كذلك بتأمين المواصلات، والخدمات العاجلة للقادمين، وخاصة المرضى وكبار السن.
وفنّد أبو عدنان، ما وصفه بأكاذيب “داعش” القائلة بأن المعارضة السورية لا تستقبل المدنيين، لافتاً إلى أن النازحين يعانون صعوبات كبيرة للوصول إلى الحاجز واضطرارهم لدفع مبالغ مالية تتراوح ما بين 100 و150 دولار للشخص الواحد كأجور مواصلات وتهريب.
من جانبه، أوضح النازح عادل الشعبان من سكان مدينة الرقة أن شدة القيود التي يتعرض لها المدنيون في مناطق “داعش”، أجبرت مئات العائلات على الهرب، كما أكد أنه اضطر لدفع مبالغ مالية للمهربين الذين يقودونهم عبر حقول الألغام.
ولفت الشعبان، أنهم اضطروا لقطع 30 كيلو متراً مشيًا على الأقدام خلال رحلتهم باتجاه مناطق المعارضة، لافتاً إلى أن عناصر “داعش” يعاملون المدنيين بشكل سيء، ويصادرون أوراقهم الثبوتية لمنعهم من المغادرة، إلى جانب تردّي الوضع الاقتصادي في مناطق سيطرة التنظيم.
وأشار عثمان الأحمد، أحد القائمين على مراكز الإيواء في مناطق المعارضة، أنه تم افتتاح أكثر من 7 مراكز لإيواء النازحين القادمين من مناطق سيطرة “داعش”، وأكد أن تلك المراكز تؤمن وجبات يومية للنازحين والرعاية الصحية ضمن الإمكانيات المحدودة المتوفرة.
ولفت الأحمد، أن معظم القادمين من مناطق سيطرة “داعش” يتجهون إلى مدينة أعزاز شمالي حلب، وإلى إدلب وريفها(شمال)، بعد بقائهم لفترة قصيرة في مراكز الإيواء، مشيراً إلى أن تدفق النازحين من مناطق سيطرة “داعش” زاد الأعباء على المخيمات المنتشرة على الشريط الحدودي مع تركيا، والتي يقطن فيها عشرات آلاف النازحين من مناطق ريف حلب، الذين فروا من هجمات النظام، وقوات(ب ي د) المدعومتين بغطاء جوي روسي.
يشار إلى أن تنظيم “داعش” أصدر مؤخراً قرارات لمنع خروج المدنيين من مناطق سيطرته، فأي شخص يريد الخروج باتجاه مناطق سيطرة المعارضة أو غيرها عليه أن يأخذ موافقة مما يسمى دائرة “الحسبة”، ويستلزم الحصول عليها وجود 4 كفلاء من المقيمين في المنطقة لضمان عودته.
المصدر : وكالات – وطن إف إم