قبل أيام في حي الوعر الحمصي، غاب الطفل “عمر البشير” عن الحياة، وعمر لم يمت موتة طبيعية وإنما قُتل، لأن النظام منع الأمم المتحدة من إخراج الطفل من الحي المحاصر، وبقي يصارع الموت لساعات، وبقي والداه يراقبانه وهو يموت أمام أعينهم، وزاد عدد القتلى على يد النظام طفلاً، وظهر عجز الأمم المتحدة في إخراج طفل يموت من حي يحاصره النظام.
يستقبل حي الوعر وفد مكتب استيفان دي مستورا، المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، ويودع الحي الوفد، يتجول الوفد في الحي، يقابل الناس، يستمع لمشاكل الناس، ويدرك مدى عمق إحساسهم بالظلم، ويغادر الحي.
وقبل يومين “الخميس” زار حي الوعر وفد رفيع المستوى من المكتب السياسي لستيفان دي مستورا، واجتمع مع وفد الحي المفاوض للوقوف على ما وصلت إليه المفاوضات مع النظام والأسباب التي أدت لتجميد الاتفاق.
لتنتهي هذه الزيارة، التي أتت تلبية لدعوات ونداءات كثيرة من داخل الحي، بجولة في الحي ولقاءات مع الناس .
المعاناة الإنسانية أصبحت حياة حقيقية يشعر سكان الوعر اليوم أنهم كما غيرهم من المدن أو الأحياء المحاصرة في سوريا، يموتون بصمت، ولا يشعر بموتهم سوى أهلهم، ويقول أبو معاذ، أحد العاملين في الشأن الطبي “لدينا 15 مريضا يحتاج لغسيل كلى أسبوعياً، وعملية الغسيل تحتاج للكهرباء وهو ما لا يتوفر في الحي، وبالإضافة لغياب الكهرباء بشكل شبه كلي، فإن النظام يمنع دخول الأطباء للمستشفى، ويمنع المحروقات من الوصول للمستشفى حتى لا يتمكن المستشفى من الاستفادة من مولد الكهرباء.
في الاجتماع مع الوفد من مكتب دي ميستورا كانت تجلس “أم سامر”، وهي مدرسة في الحي وفقدت زوجها في واحدة من غارات النظام، وتحدثت هي مع الوفد شارحة لهم معاناة الناس هناك.
وفي مقابل كل تلك المعاناة، يخرج محافظ النظام طلال البرازي ليطالب أهل الوعر بالتمسك بحقوقهم، في مسرحية هزلية واضحة. وجاءت كلماته المستفزة أكثر منها مضحكة خلال مقابلته لذات الوفد، وربما تجاهل البرازي أن الكهرباء أنارت الحي خلال فترة زيارة الوفد للحي، بعد انقطاع أكثر من 15 يوما.
المصدر : العربية