قال رئيس وفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف، أسعد الزعبي، إنهم “استمعوا إلى المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا حول نتائج زياراته لبعض العواصم قبل جولة جنيف، حيث لم تكن أجواؤها إيجابية”.
وفي مؤتمر صحفي عقده وفد المعارضة السورية،أمس الأربعاء، في المقر الأممي بجنيف، أوضح الزعبي عقب لقاء دي مستورا، “أخذنا فكرة عن نتائج جولة المبعوث الأممي لبعض العواصم التي زارها، والواقع أننا فوجئنا بهذه النتائج، لأن أجواءها لم تكن إيجابية”.
وأضاف أن “دي مستورا زار العواصم التي تدعم النظام، وموسكو حتى الآن ليست جادة برحيل النظام، حيث إن رحيله مفتاح الحل، ولن تحيد المعارضة عنه، كما لم تصرح (موسكو) بهيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، ومن يسعى للحل عليه القبول بهذه الشروط”.
وأكد أن “وفد المعارضة أوضح للمبعوث الأممي، حضورها هذه الجولة، من أجل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، لأنها الحل الوحيد لوقف العنف في سوريا، ووقف نزيف الدم، ورفع المعاناة عن السوريين، وهي المطلب الأول والأهم، وعلى رأس المطالب في هذه الجولة”.
وتمنى الزعبي أن “تحقق هذه الجولة الوصول إلى الموافقة على هيئة الحكم الانتقالي، كما جاء في القرار 2254 مستندًا على بيان جنيف”. وكان دي مستورا قد أنهى الثلاثاء جولة شملت كلًا من موسكو وعمان ودمشق وطهران، ووصل إلى جنيف صباح الأمس.
من ناحية أخرى، بيّن الزعبي أنهم “أعادوا التأكيد والحديث أمام دي مستورا، حول عدد من القضايا، أهمها إطلاق سراح المعتقلين، وخاصة النساء والأطفال، والهدنة التي لم تعرف طريقًا للاستقرار، نتيجة لخروقات النظام المتعددة لها”.
وأوضح أنهم “أطلعوا المبعوث الأممي على المجازر التي ارتكبها النظام، والتي بلغت أكثر من 21 مجزرة خلال آذار/مارس الماضي، من بينها مجرزة دير العصافير التي يندى لها جبين البشرية، وكان ضحيتها 40 شهيدًا من الأطفال، نتيجة استهداف النظام كعادته لمدرسة ومشفى بجانبه”.
وشدد على أنهم “حضروا ليثبتوا للأمم المتحدة جديتهم في الوصول إلى الحل السياسي للقضية السورية، والقول للعالم بأنهم ممثلون للشعب، ويعملون من أجل حل سياسي، بينما النظام الذي ضرب بالقرارات الدولية عرض الحائط، يتخلف عن الحضور متذرعًا بعدد من القضايا، وهو يظهر عدم جديته والتزامه وقبوله الحل السياسي”.
وجدد تأكيد المعارضة أن “الحديث عن هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، يتضمن بالضرورة رحيل كل رموز النظام، وعلى رأسهم بشار الأسد، لأنه أثبت أنه المرض، ولن تتعالج البلاد إلا برحيله”.
ومضى مبينًا أن “خروقات النظام للهدنة تجاوزت الألفين، إضافة لقصفه السوريين بـ 420 برميلًا متفجرًا، وكل برميل قنبلة تزن طنًا، فهذا يعني 420 طنًا من القنابل في شهر (آذار/ مارس الماضي)، وهذا يدل على إرهاب النظام، وسعيه للحل العسكري، ولم يكتفوا بتدمير سوريا بل بالمنطقة، حيث نقلوا المتفجرات إلى لبنان ومناطق أخرى”.
وحول المخاوف من اقتحام حلب، أوضح رئيس وفد المعارضة في مفاوضات جنيف، أنه “قبل كل جولة تفاوض لا بد له من تصعيد عسكري وتفجيرات وقتل ليعطي رسالة بأنه لا يريد حلًا سياسيًا، بل يريد حلًا عسكريًا”، مضيفًا “أذكّر بالتصعيد الروسي والنظام في بداية فبراير/شباط عند بداية تلك الجولة، ونتوقع هذا العمل في سوريا”.
أما عن الموقف من انتخابات النظام البرلمانية، شدّد على أنها “مسرحية لا تستحق المشاهدة”، مشيرًا أن “الحديث يكون عن الانتخابات التي تجريها هيئة الحكم الانتقالي، التي تعد دستورًا جديدًا وانتخابات، وهي تعني السوريين، وما جرى اليوم لا يستحق التعليق”.
كما أجاب أسعد الزعبي عن سؤال حول بديل أمريكا في دعم المعارضة بالسلاح، بالقول “يعلم الجميع أن النظام تنهال عليه الأسلحة من كل صوب وحدب، وروسيا لم تعطِ الأسلحة للنظام منذ عام 1985، حتى بدء الثورة في 2011، وفتحت مصراعيها للأسلحة، والطائرات الإيرانية تجتاح الأجواء العراقية ليل نهار، وتصل دمشق، وتضع فيها آلاف الأطنان من الأسلحة”.
وأضاف “هناك أكثر من 69 ألفًا من (عناصر) الميليشيات الطائفية، وخاصة من الحرس الثوري التي تقتل السوريين، وتدفع بما يسمى القبعات الخضر، التي تدرب على القتل بكل أنواعه”، متسائلًا “أليس من حق الشعب السوري التسلح للدفاع عن نفسه وأطفاله ونسائه، ورفع المعاناة عن نفسه ولقمة عيشه”، والحل السياسي سيجنب البلاد الأسلحة والعتاد والخطط بكل أوجهها”، على حد وصفه.
المصدر : وكالات – وطن إف إم