أخبار سوريةإدلب

قصة أم من إدلب لوطن اف ام – أن تختار بين ابنك وبصرك ؟!

هناك في مدينة جسر الشغور بريف ادلب ، و على الرغم من بتر يدها وفقدانها زوجها واثنين من أطفالها رفضت إجراء عملية جراحية لعينها خوفا على جنينها.

لم تكن تعلم “انشراح” أنها ستفقد بصرها من أجل جنينها الذي حملت به قبل عام ، إذ أنها رفضت إجراء عملية لعينها التي طالتها شظية بعد فقدانها العين الثانية جراء سقوط صاروخ من قبل قوات النظام على منزلها الذي كانت تعيش فيه مع زوجها وأطفالها في مدينة جسر الشغور الواقعة غرب مدينة ادلب السورية.

“أصعب شيء أنك تفقد أغلى ما في بقلبك بلحظة وحدة ” بهذه الكلمات بدأت انشراح حديثها لـ وطن اف ام ، تتابع انشراح لتروي لنا قصتها كاملة ” بينما كنت أتناول طعام العشاء ليلة 21 نيسان عام 2015 مع زوجي وأطفالي الأربعة “ساندي وسنار وريان ومحمد” ، في مدينة جسر الشغور بريف ادلب ، سقط علينا صاروخ كان كفيلا بأن يحرمني من كل شيء غالي في حياتي “.
تكمل انشراح ” للوهلة الأولى حاولت أن أعرف ماذا حصل بأطفالي وزوجي بعد أن أصبت في عيني ويدي ، واخترقت الشظايا أنحاء من جسدي، لكن الغبار الكثيف حينها منعني من ذلك ، ثم فقدت الوعي بعدها وأنا لا أعرف ماذا حصل “.

تضيف انشراح ” استفقتُ بعد يومين من الإغماء لأجد نفسي على سرير في إحدى المشافي ومن حولي أناس لم أستطع تحديدهم إلا بعد أن سمعت صوتهم ، فعرفت أنهم والداي لأنني كنت قد فقدت إحدى عيناي والعين الأخرى لم أعد أرى بها سوى نسبة قليلة ، في الوقت نفسه أحسست أن يدي اليمنى لم تعد موجودة فعرفت أنها بترت”.

تتابع انشراح “لم أكن مهتمة بوضعي الصحي بقدر ماكنت اسأل عن زوجي وأطفالي وماحل بهم، كان الجواب من أمي وأبي بأنهم أصيبوا ووضعهم جيد، سررت عندما أخبروني أنهم بخير ، وأكثر أفرحني من ذلك عندما همست أمي في أذني أن الجنين في بطني مازال حيا وهو بصحة جيدة على الرغم مماحصل معي”.

تستطرد انشراح ” بعد أيام خرجت من المشفى إلى بيت والدي في جبل الزاوية وجلُ ما كنت أتمناه أن أرى زوجي وأطفالي حولي لكنني صعقت عندما وصلت إلى بيتنا حينما سمعت أختي تهمس في أذن أمي ؛قائلةً “هل علمت بوفاة زوجها وابنتاها سنار وريان ؟ . هنا أيقنت بأنني فقدتهم لكن أهلي أصروا على إخفاء الحقيقة خوفا على صحتي ، إلا أن إلحاحي الشديد أجبرهم على إخباري بالحقيقة المرة ، فكانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير.

تضيف انشراح لوطن اف ام ” بعد ذلك أخبرني الأطباء بأنني بحاجة إلى عملية جراحية لعيني الثانية ، كي لا أفقد بصري بالكامل ، لكن كنت أمام خيارين أحلاهما مر ، إما أن أفقد جنيني أو أفقد نظري فاخترت بلا تردد طفلي مقابل بصري.
كنت واثقة تماما من هذا الاختيار ؛ هو امتحانٌ صعبٌ بلا شك ، وكلي أمل بأن أرزق بطفل يحمل اسم والده الذي فقدته ، وعلى الرغم من تأكيدات الأطباء لي ومحاولتهم بأن أجري العملية خوفاً عليّ من أن أفقد نظري بشكل كامل إلا أنني كنت مصرةً على خياري ، وبعد ستة أشهر رزقت بطفل ، كانت صحته جيدة وأسميته يوسفاً “.

تحقق ماكنتُ أرنو له فكنت سعيدة جداً وأكثر ما أسعدني أن الأطباء أخبروني بأنه إلى الآن مازال لدي فرصة بإجراء العملية لعيني حتى لو كان الأمل ضعيف . بهذه الكلمات أنهت انشراح حديثها والحزن باد على وجهها.

عبد الله جدعان – وطن اف ام

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى