أعرب زملاء “محمد وسيم معاذ” طبيب الأطفال الوحيد في المناطق المحررة بمدينة حلب، الذي استشهد جراء غارة استهدفت الأسبوع الماضي مستشفى القدس التي يعمل فيها، عن خشيتهم من عدم وجود طبيب آخر لمعالجة الأطفال في مناطقهم، حيث طالبوا المجتمع الدولي بالسعي لإعلان وقف إطلاق نار في حلب.
وفي حديثه لوكالة الأناضول، ذكر “أبو بكر” مدير مستشفى القدس، أن معاذ كان يعمل 24 ساعة تقريباً من أجل إنقاذ الأطفال المصابين جراء الغارات على المدينة، مشيراً إلى أنه كان يواصل الإهتمام بالأطفال المرضى في قسم الإسعاف رغم انتهاء دوامه في المستشفى.
وقال أبو بكر، اهتزت المستشفى في الساعة 21.30 على وقع قنبلة فراغية، حيث أدى القصف إلى تدمير 90% من قسم الإسعاف الذي كان معاذ داخله حينها، فضلاً عن تدمير 80% من وحدة العناية بالأطفال، كما أن معاذ يعمل في المستشفى منذ 3 أعوام، أمّا الأن فلا نعلم من سيقوم بإنقاذ الأطفال الذين تستهدفهم القذائف في حلب”.
وأشار أبو بكر أن طبيب أسنان و3 من الكادر الطبي أيضاً لقوا مصرعهم جراء القصف إلى جانب معاذ، مبيناً أن المستشفى تعرضت 5 مرات سابقاً لغارات طائرات النظام، مضيفاً ” كان قسم الأطفال قد تضرر جراء الغارات السابقة، كما كنا أبلغنا تحذيراتنا للأمم المتحدة والهيئات المعنية بخصوص استهداف المستشفيات، إلا أن العالم لا يزال صامتاً حيال مجازر الأسد”.
وأردف أبو بكر، ” اُستثنيت حلب من الاتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الذي شمل اللاذقية والغوطة الشرقية للعاصمة دمشق، بالطبع توجد مجازر هناك، إلا أن حلب تشهد تقريباً يومياً مقتل عشرات المدنيين جراء الغارات الروسية والنظام”.
من جانبه، أوضح الطبيب “محمود ظاظا”، زميل معاذ في المستشفى، أن الكلمات تبقى عاجزة عن وصف معاذ، قائلاً ” توجه إلى خارج المستشفى بعد سماع صوت سقوط قذيفة قرب المستشفى، وأراد مساعدة الجرحى، إلا أن قنبلة فراغية استهدفت المستشفى أثناء ذلك أدت إلى وفاته”.
يذكر أن طيران الأسد بالتناوب مع الطيران الروسي يشن منذ أسبوعين غارات مكثفة على الأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب، أسفرت في الأيام الـ 13 الأخيرة عن استشهاد 200 مدنياً بينهم 76 طفلاً، فضلاً عن استهدافها مستشفيات المدينة، إذ أدى القصف على مستشفى القدس الأسبوع الفائت إلى استشهاد 30 مدنياً بينهم 5 من الكادر الطبي أحدهم الطبيب محمد وسيم معاذ.
يشار إلى أن غارات الأسد والطيران الروسي التي شنت على حلب أثارت ضجة كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قام الآلاف من مستخدميها إلى تغيير صور حساباتهم الشخصية إلى اللون الأحمر، فيما تفاعل الآلاف من مستخدمي موقع “تويتر” مع وسم “هاشتاغ” (#حلب تحترق).
وطن إف إم / اسطنبول