بظهور منحنية خوفاً من رصاصة قناصة أو قذيفة عابرة، يسابق مزارعو الغوطة الشرقية الحصار وشظايا القصف في حصاد قمحهم قبل أن توغل معاول قوات نظام بشار الأسد في حقولهم وتحول قوت يومهم إلى نار تأكل الأخضر واليابس.
والغوطة الشرقية محاصرة بشكل كامل منذ منتصف عام 2013 بعد إغلاق معبر المليحة وتمكن قوات الأسد من السيطرة على البلدة، ومع اشتداد الحصار لجأ سكان المنطقة إلى استثمار الأراضي لزراعة القمح.
وليس فقط الخوف من التعرض للقصف والقنص هو ما يؤرق المزارعون في الغوطة ولكن غلاء أسعار الوقود اللازم لتشغيل الآلات الزراعية المستخدمة في موسم الحصاد وكذلك تعرضها للقصف من قوات الأسد جعل من الصعوبة الاستعانة بها، لذلك اضطر أصحاب الأراضي للاستعانة باليد العاملة والتخلي عن تلك الآلات، ما يؤدي إلى طول الفترة الزمنية اللازمة للحصاد.
أبو عامر الشامي أحد العاملين في الحصاد من قرية البحارية في الغوطة، يروي في حديث لوكالة الأناضول رحلة الحصاد “المر” للقمح، قائلاً إن “العاملين يأتون إلى الأرض بشكل يومي من الساعة الخامسة صباحاً وحتى الثانية بعد الظهر ويعملون بأجور زهيدة”.
ويتابع: “قوات الأسد تبعد عنا فقط كيلو متر واحد، ونضطر في كثير من الأحيان للهرب من الأرض جراء استهدافها”. ويشير الشامي إلى أن عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل آلات الحصد، يجعل من الحصاد أمر متعباً ويأخذ منهم جهداً أكبر ووقتاً أطول.
ويقوم المزارعون يدوياً، بحصد سنابل القمح وجمعها ودَرس المحصول يتبعه فصل حب القمح عن القش وتعبئته في الأكياس، وتقوم اليد العاملة بما يقارب 90% من تلك العملية وما تبقى هو لآلة الدراسة.
وإلى جانب الصعوبات التي يواجهها المزارعون في حصاد مزروعاتهم، تقول مصادر محلية للأناضول إن مئات المزارعين من الغوطة حُرموا من حصد مزروعاتهم بعد الهجمة الأخيرة من النظام على قطاعها الجنوبي بداية الشهر الماضي، وسيطرته على آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية فيها.
ولا توجد إحصاءات حول مساحة الأراضي المزروعة في الغوطة نظراً للحرب الضارية بين قوات الأسد من جهة والفصائل المعارضة من جهة أخرى والتي قد تجبر أصحاب الأراضي على مغادرتها.
وتسببت المعارك التي دارت خلال الفترة الماضية بالمنطقة، إلى تعرض الأراضي الزراعية لأضرار عديدة، بينما تراجعت مساحة الأراضي المزروعة بنسبة كبيرة بسبب الأحدث الأمنية.
{gallery}news/2016/5/31/22{/gallery}
وطن إف إم / اسطنبول