دبت الحركة التجارية من جديد في سوق الكباس على أطراف العاصمة دمشق، بعد وصول أثاث المنازل التي سرقتها قوات الأسد من مدينة داريا بريف دمشق بعد عملية التهجير التي طالت قاطني المدينة، فيما بات يعرف بـ”التعفيش”.
ونقلت سمارت عن أحد روّاد السوق ويدعى “عامر الأحمد”أن السوّق تنشط بعد إخلاء مدينة داريا من أهلها، حيث تقوم قوات الأسد بنقل عشرات السيارات المحملة بالمواد المسروقة (التعفيش)، وتابع: “لاتمر ساعة دون قدوم سيارة”.
وأضاف “الأحمد”، أن الأمر لم يعد “سراً”، فعناصر قوات الأسد تقولها بجرأة “هذه البضائع (معفشة) مسروقة”.
من جانبه قال أحد تجار السوق، ويدعى “أبومحمد”، إن البضاعة التي لديه اشتراها من قوات الأسد بـ”أسعار زهيدة” ومصدرها “التعفيش”.
وأوضح “أبو محمد”، أنه يشتري الثلاجة من قوات الأسد بسعر 30-40 ألف ليرة سورية، فيما يترواح سعر الغسالة بين 25-35 ألف، أما الأثاث الخشبي فيترواح سعره بحسب جودته، في حين يشتري الملابس والسجاد بأسعار “زهيدة”.
وأشار “أبو محمد”، إلى أن التاجر يصل ربحه في بعض البضائع المسروقة إلى الضعف فيما يكون الحد الأدنى من الربح ألفي ليرة سورية.
وعن طريقة وصول هذه البضائع إلى الأسواق، قال التاجر، إن هناك طريقتين تصل بها البضائع إليهم “إما عن طريق تنسيق بين عناصر قوات الأسد (من مختلف الفروع الأمنية) حيث يقوم كل عنصر بتسيير أمور البضائع من حاجز فرعه حتى تصل السوق، أوعن طريق التنسيق مع الحواجز التي تسهل عبور البضائع مقابل مبالغ مالية”.
وأشار “أبو محمد”، إلى وجود ضباط في صفوف قوات الأسد مسؤولون عن هذه العمليات بشكل مباشر، “لكن لا يظهرون في الصورة”، لافتاً إلى أن المجموعات التي تنقل البضائع المسروقة تتبع لـ”المخابرات الجوية” و”الفرقة الرابعة” و ميليشيا “جيش الدفاع الوطني” بالإضافة لـ”الحرس الجمهوري”.
وختم “أبو محمد” كلامه بالقول، “يعاني التجار حالياً من عناصر قوات الأسد التي أصبحت تقوم هي بعلميات البيع المباشر للمشتري، دون العودة للتجار”، مؤكداً أن معظم المتواجدين في سوق الكباس ليسوا تجاراً بل هم عناصر للاسد بالزي المدني أو بالزي العسكري “دون رقيب أو حسيب”.
و سوق الكباس إ يحوي جميع مسلتزمات المنازل بدءاً من الأثاث الخشبي والأجهزة الكهربائية انتهائاً بالبراغي، في حين يتهامس عناصر قوات الأسد في السوق حول أن “الأغراض الثمينة كأدوات المطبخ الفرنسية وبعض الانتيكات لم يطروحها في الأسواق بعد”.
وكانت مصادر من أهالي مدينة داريا المتواجدين في بلدة صحنايا، قالت إن قوات الأسد قامت بعرض ممتلكات سرقتها من مدينة داريا بريف دمشق للبيع قرب مسجد “الوهاب” في البلدة.
الجدير بالذكر أنَّ آخر حافلة غادرت داريا يوم السبت 27 آب 2016، تحمل الدفعة الأخيرة من المدنيين والعسكريين المتواجدين في المدينة، باتجاه مدينة الكسوة، ومحافظة إدلب.
وطن إف إم: سمارت