عمر الشغري يبلغ 21 عاما شاب سوري من بانياس قرية البيضا حيث فقد عمر والده وإثنين من أخوته إضافة إلى اعتقاله سبعة مرات آخرها كان ثلاث سنوات ختمت في سجن صيدنايا العسكري بعد محكمة ميدانية عسكرية.
خرج عمر حاملا في صدره مرض السل بأسوأ حالاته بالغا من الوزن 35 كيلو غرام.
عجز عن معالجة نفسه في المستشفيات السورية، فلجأ لتركيا فترة قصيرة تلقى فيها علاج لم يتمكن جسده من تحمله فقرر خوض رحلة الموت في قارب مطاطي عابرا إلى اليونان فمقدونيا فصربيا فكرواتيا سلوفينيا النمسا إلى ألمانيا التي كان أول كلمة وجهت إليه ‘اخلع ملابسك للتفتيش”.
قرر المتابعة حتى وصل إلى مالمو في السويد وتم نقله مباشرة إلى مشفى المدينة.
يقول لـ”الكومبس” : “بعد عشرة أيام من أروع الخدمات والرعاية في المشفى خرجت لفندق تابع للهجرة في المدينة ثم تم تحويلي إلى ستوكهولم وإلى مشفى كارولينسكا من أجل مرض السل الذي يعتبر من أخطر الأمراض.
ومن لطف الله تعرفت في أحد المشافي على Jacob von heland الذي كان أول صديق سويدي عرفته”.
يضيف: “كانت بادرة الصداقة من يعقوب حيث اقترب وكلمني وطلب أن نصبح أصدقاء على الفيسبوك ثم أخبر والدته عني فجاءت الوالدة Eva Hamilton التي كانت تعمل شيف في التلفزيون السويدي وبعدها تبادلنا الزيارات حتى جاء قرار نقلنا إلى شمال السويد مسافة 13 ساعة بعيد عن العاصمة.
كانت الأحوال مزرية في البداية بسبب البرد الذي لم نكن نتخيله وبسبب عدم وجود فئة الشباب هناك.
ولكن بالنسبة لعمر فإن شمال السويد كان المدرسة الأفضل لتعلم اللغة بشكل سلس تماما حيث أنه كسب العديد من الأصدقاء كبار السن الذين يملكون الصبر الكثير ويتكلمون ببطء ويريدون الحديث بعدما ابتعد أولادهم عنهم لأسباب مختلفة.
هذه البيئة كانت أفضل ما قد يحصل عليه عمر من أجل اللغة وقد استغل ذلك تماما. يرى أغلب القادمين أن شمال السويد يعتبر كالمنفى تماما ولكن عمر يراه فعلا كالمدرسة المتكاملة. بعد ثلاثة أشهر هناك بدء عمر بالتعامل باللغة السويدية مع الجميع ومساعدة أصدقاءه لإيصال مشاكلهم وحاجاتهم في المشفى او مع مصلحة الهجرة .
ويعتقد ذاته بأن اللغة السويدية جميلة وسلسة وقبل أن تبدأ حاول أن تفكر كم ستجنى من الفرص الجيدة بعد تعلم لغة البلد المستضيف.
يقول عمر : سعادة أن تتكلم لغة المجتمع الذي تعيش فيه سعادة لا تضاهيها سعادة .
بعد أشهر في الشمال تقدمت إيفا هاميلتون بعرض جميل وأخلاقي على عمر وأخيه الصغير علي للقدوم والعيش معهم في منزل واحدة كعائلة واحدة وهذا ما قبله عمر بلا تردد .
يقول: ” لم أرى عنصرية، رأيت أن الجميع يريدني، رأيت أنهم متواضعون معي أكثر من أبناء بلدي الأم، أعيش معهم مثل الابن تماما ولا أشعر باختلاف فنحن نتشارك كل شيء حتى القرارات الكبيرة يشاركوننا ونشاركهم فيها”.
تجربة العمل في Grön Lund
في شهر حزيران بدء عمر العمل في مطعم وفي الشهر التالي بدء العمل في Grön Lund التي يرى فيها عمر المجتمع السويدي كاملا ويراها جامعة لدراسة عدة لغات.
العمل الأساسي حاليا في Gröna lund والعمل الإضافي في المطعم .. عمر جاء للسويد في ديسيمبر 2015 والآن لديه عمل ممتاز وعمل إضافي ويتكلم اللغة السويدية وبدء بتقوية الانكليزية وقد أجرى خطابا في ستوكهولم تكلم فيه عن الوضع السوري والسجون وأجرى مثله في شمال السويد مع عرض 120 صورة بمساعدة أصدقاءه السويديين واجرى مقابلة في برنامج GomorronSverige على svt للتكلم عن ما عاشه في السجن بالإضافة لتقرير مع جريدة Aftonbladet السويدية المعروفة وهو ماض في ذلك مستمر وكلما زاد مهارة في اللغة كلما أخبر الناس عن بلاده أكثر وهدف الإخبار يدفعه للتعلم أكثر فهو يريد أن يشرح للعالم أن السوريين لم يأتوا لأنهم جائعين أو يريدون أمورا ماديا بل جاءوا من هول حرب ودمار وسجون وأنهم قادرون على النشوء من الصفر مرات عديدة وقادرون على البناء للأعلى في كل البيئات.
المصدر : الكومبس