على الرغم من أن الفيديو الذي يجمع ما بين شيخ من الطائفة العلوية التي ينحدر منها بشار الأسد، وضابط روسي رفيع الرتبة، مرفوع على شبكات التواصل الاجتماعي منذ أسابيع، إلا أنه لم يلفت الانتباه على أهميته القصوى، خصوصا أن الشيخ الظاهر في الفيديو هو الذي يتولى توجيه “نصائحه” لجنود الأسد باتباعه والإخلاص له، فضلا عن أن هذا الشيخ يمتلك حق منح “مباركته” بوضع يده على رأس أبناء الطائفة جنوداً ومدنيين.
فقد نشر عدد كبير من المواقع الإلكترونية فيديو يجمع بين الشيخ شعبان منصور ومن قيل إنه الجنرال الروسي سيرغي كورالينكو، ولم يتم التأكد من هوية الجنرال الظاهر في الفيديو الموجود على “يوتيوب” بتاريخ 21-6-2016 وأشارت بعض المواقع الموالية إلى أنه وزير الدفاع الروسي، إلا أن التدقيق في الصورة ينفي ذلك قطعياً.
الفيديو يظهر، وللمرة الأولى، منذ التدخل العسكري الروسي في سوريا، لصالح نظام الأسد، علاقة بين الضباط الروس ومشايخ الطائفة العلوية، خصوصا أن اللقاء جمع بين ضابط في الجيش الروسي، وشيخ من الطائفة العلوية أوصلته مكانته فيها إلى أن يذهب إليه ضباط وجنود في جيش الأسد طلبا للنصيحة، كما سبق وأوردت صفحة “منبر الشباب العلوي” الفيسبوكية ونقلا عن لسان الشيخ منصور، الذي عادة ما ينصحهم بـ”الوقوف مع بشار الأسد” لأن الذي لا يقف معه “فلن يوفّقه الله” على حد قوله الذي نقله المصدر السابق.
والحوار الذي يدور في الفيديو مختصر، ولم تتضح بدايته الفعلية، إلا أن الشيخ شعبان منصور يقول للجنرال الذي قال ناشره على يوتيوب إنه سيرغي كورالينكو: “على الله الاتكال” فيتمنى له الجنرال “الصحة الدائمة” ثم ينقل أحد مريدي الشيخ من الجنود سؤالا الى الضابط، مضمونه الكلام عن “الفوضى الخلاّقة” ثم ينقل المترجم فحوى السؤال. لتأتي الإجابة بما معناه “نحن أقوى” كما تولى المترجم نقلها.
فيقول الشيخ للجنرال “كن مع الله ولا تُبالِ” فيرد له الجنرال بمثلها “إن الله معكم”.
ثم يتم توجيه دعوة للجنرال الروسي لتناول الطعام، فيعتذر عن عدم قبولها كونه مضطرا للتواجد “في مطار حميميم الساعة الرابعة” كما ينقل المترجم عنه.
وتتوالى صيحات المرافقين للشيخ من الجنود وأهل القرية: “غير 3 لن نختار ألله وسوريا وبشار” ويظهر الشيخ رافعا يده مشاركا صيحاتهم الداعمة لبشار الأسد.
وتمّ التعبير عن حميمية هذا اللقاء، من الطرفين، من خلال استمرار المصافحة بينهما بوضع يدي الجنرال الروسي مع يدي الشيخ، أغلب الوقت.
يشار إلى أن الشيخ شعبان منصور هو من المشايخ الذين حازوا رتبة “التقديس” فيوصف بعد ورود اسمه بـ”قدّسه الله” أو “المقدس” وهو تعبير لا يقال في الطائفة العلوية إلا على كل شيخ وصل رتبة كبيرة وأجمع عليها “العارفون” والمحيطون.
كما أن الشيخ المذكور ظهر أكثر من مرة مرتدياً سترة عسكرية تلبس عادة لدى الجنود أو الضباط في فصل الشتاء.
المصدر : العربية