لم يقف الحصار المحكم الذي تفرضه قوات الأسد على الغوطة الشرقية لدمشق، حائلاً أمام إحياء المواطنين لشعيرة الأضاحي في عيد الأضحى، على الرغم من أنه قلل من عدد الاضاحي المتوفرة في السوق بشكل كبير خلال السنوات الماضية.
“مشروع الأضاحي” الذي ترعاه مؤسسة عدالة الخيرية المحلية (أهلية)، هي واحدة من المشاريع التي تسعى للحفاظ على الشعيرة وعدم التفريط بها رغم صعوبة الظروف الإنسانية، وذلك عبر شراء الأغنام والعجول والجمال الصغيرة، وتربيتها لتكون صالحة بحسب الشريعة الإسلامية صالحة وتوزيعها على المحاصرين كأضحية في العيد.
ويعتمد المشروع على التبرعات القادمة من خارج البلاد، من طرف الأفراد الراغبين بأداء واجب ديني ومساعدة المحاصرين من خلال سلعة اللحوم التي توفرها الأضاحي، إضافة للاستفادة من حليبها وجلودها.
وأعلنت العديد من الدول العربية والإسلامية والمؤسسات الإقليمية، خاصة في قطر، عن توفير برامج لشراء الأضحية عن الراغب بأداء هذه الشعيرة، وذبحها عنه ونقل لحومها إلى المناطق ذات الحاجة الملحة لها، منها سوريا ومناطقها المحاصرة.
وجهز القائمون على “مشروع الأضاحي” 150 بقرة ونحو 1000 رأس من الأغنام، إضافة إلى 8 جمال لتقديمها أضحية للعيد في الغوطة الشرقية الذي يصادف بعد أيام قليلة.
وقال بسام أبو علاء، مدير”مشروع الأضاحي” في مؤسسة عدالة، إن المؤسسة تستقبل التبرعات من السوريين وغير السوريين الذين يودون مشاركة المحاصرين في الغوطة بفرحة العيد، مشيراً إلى أنهم يقومون بشراء الحيوانات وتربيتها حتى تكون مستوفية لشروط الأضحية.
وأشار أبو علاء في حديث مع وكالة الأناضول، إلى العاملين والمتطوعين في المؤسسة يذبحون الأضاحي ويقطعونها ويوزعونها على الأهالي، لافتاً إلى أن عملهم كما يتضمن الجانب الديني، فإنه يسهم في مساعدة الأهالي في الظروف الصعبة التي يعيشونها.
وتضم الغوطة الشرقية، عدداً من المدن والبلدات أبرزها “دوما” و”كفر بطنا” و”عربين” ويقطنها نحو 700 ألف نسمة حالياً، وتتبع إدارياً لمحافظة “ريف دمشق”.
ويخضع الجزء الأكبر من الغوطة الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة، للحصار من قبل قوات النظام منذ نحو 3 أعوام، إلى جانب تعرضها لقصف متواصل من طائرات النظام، أسفر عن استشهاد آلاف المدنيين فيها.
من جانبه، أوضح خليل الجرودي أحد العاملين في المشروع، أنهم يقومون بشراء الأضاحي قبل أشهر من العيد ليتجنبوا غلاء الأسعار الذي يسود خلال الفترة القصيرة السابقة للعيد، فيقومون بتعليف الحيوانات وتربيتها حتى تصبح جاهزة قبل العيد.
وأكد الجرودي أن “لحوم الأضحية توزع على المحتاجين من السكان المحاصرين، الذين زاد عددهم بشكل كبير بسبب الإغلاق”، مؤكداً أن المؤسسة تتولى أمر التوزيع عبر متطوعيها ولديها “قوائم بأسماء العائلات المحتاجة”.
وطن إف إم / اسطنبول